منتديات الدعوة السلفية في الجزائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، عزيزي الزائر يشرفنا أن تكون عضو بيننا في " منتدى الدعوة السلفية في الجزائر "

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدعوة السلفية في الجزائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، عزيزي الزائر يشرفنا أن تكون عضو بيننا في " منتدى الدعوة السلفية في الجزائر "
منتديات الدعوة السلفية في الجزائر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة

اذهب الى الأسفل

كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة Empty كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة

مُساهمة من طرف عبير الإسلام السبت ديسمبر 05, 2015 9:15 pm




كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة Get-3-2011-h0dlfdea


كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة 8cc13d6d1dff94495fc581a7c9c69436



كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة؟


الفصل الأول

مفهوم الزواج في الإسلام

قال تعالى: (( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكّرون ))

الزّواج هو سُنَّة كونية أصيلة وضرورة أساسية من الضرورات التي لا غنى عنها في الحياة، قال تعالى: (( سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ)).

وقال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ۚ)) الآية. [ الرعد: 38]

فنظام الزواج ليس دائرة ضيّقة مقصورة على الإنسان والحيوان والنبات، بل هو سُنَّة كونية دقيقة واسعة المدى اتّخذت مكانها في أفراد الكائنات، وقسمت كل نوع إلى قسمين... وحلّت في أحد القسمين بِسِرّ يخالف السرّ الّذي حلّت به في القسم الآخر، على نحو ما حلت في السالب والموجب في عالم الكهرباء... فالسرّ الذي يحمله السالب من سُنّة الله غير الذي يحمله الموجب... ولا تعطى سُنّة الله ثمراتها إلاّ إذا التقى السرّان، واجتمع شمل السالب بالموجب على النحو المعروف، فإذا لم يجتمع السرّان ولم يلتق السالب بالموجب، ظلّت سُنّة الله معطّلة وظلّ الحنين الأزلي ينازع أفراد جنس السالب إلى أفراد جنس الموجب، وظلّ جنس الموجب في مثل الحنين يرنو إلى الإلتئام بجنس السالب..

حقاً إنّها فطرة الله التي فطر الناس عليها.

.... ومن أجل ذلك خلق الله سبحانه وتعالى من ضلع آدم زوجه حواء ليسكن إليها ويأنس بها.

.... ومن أجل ذلك أقرّ الإسلام الزواج، ونادى به رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه في قوله صلى الله عليه وسلم(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج..))الحديث [الجماعة]

.... ومن أجل ذلك تبرّأ رسولنا ممّن زهد عن الزواج ولو بغرض العبادة فقال صلى الله عليه وسلم(مَن رغب عن سُنّتي فليس منّي )) وهذا قول من حديث رواه الشيخان عن أنس رضي الله عنه قال: ((جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته عليه الصلاة والسلام، فلما أخبروا كأنّهم تقالوها (أي وجدوها قليلة) فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر؟ قال أحدهم: أمّا أنا فإنّي أصلّي الليل أبداً، وقال آخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر أبداً، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال( أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما إنّي لأخشاكم لله وأتقاكم له لكنّي أصوم وأفطر ، وأصلّي وأرقد ، وأتزوّج النساء، فَمَن رَغِبَ عن سُنّتي فليس مني )).

.... ومن أجل ذلك جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الزواج نصف الدّين في قوله ((إذا تزوّج العبد فقد استكمل نصف الدّين فَلْيَتَّقِ الله في النّصف الباقي )).

.... ومن أجل ذلك آثر النبي صلى الله عليه وسلم الدين والخلق على كل شيء في قوله صلى الله عليه وسلم ((إذا جاءكم مَن ترضون دينه وأمانته فزوجوه، إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )) [رواه الترمذي].



الفصل الثاني

فوائد الزواج في الإسلام

للزواج الإسلامي فوائد عدة منها:

أولاً: بقاء النوع الإنساني بالتناسل والتكاثر:

فالزواج هو الطريق الذي لا بديل له لزيادة النسل الإنساني واستمراره وبقائه إلى قيام الساعة، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءَ} وقال تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ...} [النحل: 72].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإنّي مُبَاهٍ بكم الأمم) [البيهقي].


ثانياً:
تحصين الزوجين من الوقوع في الفاحشة ودفع شرور الشهوة وغض البصر عن النظر إلى المحرمات:

ولهذا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشباب إلى الزواج من أجل تحقيق تلك الفائدة في قوله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج )) الحديث.

وثالثاً: تروج النفس وإيناسها بمجالسة الزوج والسكن إليه:

فالإستئناس راحة نفسية، تزيل الكرب وتروح القلب وتدفع عن النفس ما ينتابها من الملل.

يقول الغزالي رحمه الله عن بعض فوائد الزواج:

تروج النفس وإيناسها بالمجالسة والنظر والملاعبة.. وإراحة القلب وتقوية له على العبادة. فإنّ النفس ملول وهي عن الحق نفور لأنه على خلاف طبعها، فلو كلفت المداومة بالإكراه على ما يخالفها جمحت وتأبت وإذا روحت باللذات في بعض الأوقات، قويت ونشطت.

وفي الإستئناس بالنساء من الإستراحة ما يزيل الكرب ويروح القلب، وينبغي أن يكون لنفوس المتّقين استراحات بالمباحات، ولذلك قال الله تعالى: {ليسكن إليها}. وقال علي رضي الله عنه: روّحوا القلوب ساعة فإنّها إذا أكرهت عميت) اهـ الزواج الإسلامي السعيد 37.

ويقول الأستاذ محمود الشريف في كتابه الإسلام والحياة الجنسية:

(فالزوجة ملاذ الزوج بعد جهاده اليومي في سبيل تحصيل لقمة العيش، يركن إلى مؤنسته بعد كدّه وجهده وسعيه ودأبه، يلقى في نهاية مطافه بمتاعبه إلى هذا الملاذ.... إلى زوجته التي ينبغي أن تتلقّاه فرحة مرحة، طلقة الوجه، ضاحكة الأسارير.. يجد منها آنئذ: أذنا صاغية وقلباً حانياً، وحديثاً رقيقاً حلواً يخفف عنه.. ويذهب ما به.. فالزّوجة سكن لزوجها يسكن إليها ليروي ظمأه الجنسي في ظلال من الحب والمودة والطهارة 00) اهـ (21-22).

رابعاً: التعاون بين الزوجين:

فالمرأة تقوم بما يتفق مع طبيعتها وأنوثتها التي خلقت بها، بتأدية حقوق الزوج وتدبير المنزل وتربية الأولاد، والرجل يقوم بالسعي والكد لتوفير سبل المعيشة لأفراد أسرته. وبهذا التعاون ينعم البيت بنعمة المودة والرحمة في ظل المنهج الأسري الذي وضعه الإسلام لإقامة البيت المسلم.


الفصل الثالث

الخطبة وآدابها

للخطبة أصول وآداب إذا ما اتبعتها المرأة المسلمة حال خطبتها كانت موفقة وزواجاً سعيداً بإذن الله وتتلخص هذه الآداب فيما يلي:

1- حسن اختيار الزوج:

تعتبر مسألة اختيار الزوج من المسائل المعقدة التي تتعرض لها الفتاة المسلمة في عصرنا هذا، بسبب التغييرات التي طرأت على المجتمع الإسلامي من انتشار الفساد وكثرة الخبث وسيطرة العادات الغربية على معظم شبابنا، فأصبح من الصعب على الفتاة أو وليّها اختيار الزوج المناسب الذي تأمن المرأة معه على نفسها ودينها.
ولمّا كان مستقبل الحياة الزوجية يتعلق بحسن اختيار الزوج، فإنّ الإسلام حض على اختيار الزوج من ذوي الأخلاق والصلاح والدّين لقوله تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم} [النور:32]. فالآية هنا تبيّن لنا أنّ الكفاءة في الزواج في الصّلاح وليس الغِنَى، لأنّ الله سبحانه وتعالى وعد الفقراء بأن يغنيهم من فضله لقوله: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم }.

فالإسلام لم يجعل الفقر قدحا ولا الغنى مدحاً، ولكن للإسلام موازين ومعايير يقيم بها الناس على أساس من التقوى والخلق. وفي ذلك رواية للبخاري أن رجلاً مر على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما تقولون في هذا ؟ )) قالوا: هذا حري إن خطب أن ينكح ، وإن شفع أن يشفع وإن قال أن يسمع ثم سكت فمرّ رجل من فقراء المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((ما تقولون في هذا؟ قالوا: هذا حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع، فقال رسول- الله صلى الله عليه وسلم( هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا ).

هكذا تكون المعايير التي يجب أن نحدّد على أساسها مستقبل الحياة الزوجية ألا وهى الدّين والخُلُق.

روى الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخُلُقَه فزوّجوه، إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض )).

وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (( مَن تزوّج امرأة لعزّها لم يزده الله إلاّ ذُلاً ومَن تزوجها لمالها لم يزده الله إلاّ فقراً، ومَن تزوّجها لحسبها لم يزده الله إلاّ دناءة ومَن تزوّج امرأة لم يرد بها إلاّ أن يغضّ بصره ويحصن فرجه أو يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه)) .

وكان الحسن بن علي رحمه الله يقول لرجل: ( زوّج ابنتك التّقيّي فإن أحبّها أكرمها وإن أبغضها لا يظلمها)

فالرجل الذي يمتاز بالصلاح وحسن الخُلُق يعرف حدود الله في معاملة زوجته باراً بها أميناً عليها في دينها وعرضها لا يأمرها بالتّبرّج والسّفور ولا يأمرها بالإختلاط والفجور، بل صار معها على نهج نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا شعر بتقصير تجاه زوجته تذكّر قوله صلى الله عليه وسلم: ((استوصوا بالنساء خيراً)) الحديث، عاد إلى صوابه، فأحسن معاملتها.. وإذا حدث تقصير من زوجته فغضب لذلك تذكّر، قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلُقاً رضي منها آخر"  فهدأت ثورته وقبل عذرها. .... وهكذا عادا زوجين سعيدين في بيت تشعّ فيه السعادة والصلاح.


يُتبع ..بإذن المولى عزّوجلّ ...



عبير الإسلام

عدد المساهمات : 1216
تاريخ التسجيل : 16/04/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة Empty رد: كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة

مُساهمة من طرف عبير الإسلام الثلاثاء ديسمبر 08, 2015 9:40 pm



2- رؤية كل من الطرفين للآخر:

إذا كان اختيار الزوج هو أول وأهم الأسس التي يجب اتباعها قبل الخطبة والزواج فإن رؤية كل من الطرفين للآخر لا تقل أهمية عنه، فالإسلام دين حنيف قد شرع للخاطب أن ينظر إلى الخطوبة، وشرع للمخطوبة أن تنظر إلى خطيبها ليكون كل من الطرفين على بينة من الأمر في اختيار شريك الحياة.

روي المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " [رواه البخاري والترمذي والنسائي]. يؤدم بينكما: تدوم بينكما المودة والألفة، فنظرة الخاطب إلى المخطوبة والمخطوبة إلى خطيبها أمر ضروري شرعه الإسلام حتى لا يفاجأ أحدهما أو كلاهما بشيء يكرهه في شريكه فيحدث ما لا يحمد عقباه.

وقد حدث ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن جاءته امرأة ثابت بن قيس تطلب منه الطلاق من زوجها فلما سألها عن سبب نفورها منه فقالت: رفعت جانب الخباء في ليلة الزفاف، فأقبل في عدة من الرجال فإذا هو أشدهم سواداً، وأقصرهم قامة وأقبحهم وجهاً، وبي من الجمال ما ترى، ولست أعتب يا رسول الله عليه في خلق ودين، ولكنّي أكره الكفر في الإسلام (تعني إذا لم يطلقها تخاف من الإرتداد عن الإسلام حتى يفرق بينهما) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت: " اقبل الحديقة وطلقها تطليقة " وكان صداقها الحديقة.

فإذا كان الإسلام شرع للخاطب أن ينظر إلى المخطوبة قبل الخطبة فإنّه أيضاً وضع حدوداً للخاطب والمخطوبة يجب الوقوف عندها حتى لا تقع في أخطاء شرعية،كما يحدث في المجتمعات الحالية من اختلاط الخطيبين اختلاطاً غير شرعي من تبادل النظرات والمصافحة والخلوة دون محرم، وغير ذلك مما لا يخفى عن أذهاننا من تعاملات بين الخطبين.

ومن الحدود التي وضعها الإسلام لذلك:

(1) عدم الخلوة بالخطيب في غير ذي محرم:

كثيرا ما يحدث أن يخلو الخطيب بخطيبته قبل العقد الشرعي بحجة زيادة التعارف والتجربة ومعرفة طباع كل منهما، وذلك باسم المدنية والتقدم.

والإسلام حرم ذلك واعتبر كلاً من الخطيبين أجنبياً عن الآخر، طالما لم يتم العقد الشرعي بينهما، والخلوة بالمرأة الأجنبية حرام، لما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم "، فالإسلام دين حنيف وحكيم في وضع هذا الحد، لأنه كثيراً ما يحدث من الخلوة بين الخطيبين من المساوئ الأخلاقية التي يندم عليها الأهل والخطيبة نفسها، من ضياع الشرف وحدوث الملل من الخطيب، وتركها- بعد أن حقق غرضه منها- تعاني الحسرة والندم بسبب ترك شرائع الإسلام، فحينها لا يفيد الندم ولا تنفع الحسرة.

(2) لا يجوز للمخطوبة مصافحة خطيبها:

فكما ذكرنا من قبل أن الخاطب أجنبي عن خطيبته ما لم يتم العقد الشرعي بينهما، فإن الأجنبي يحرم مصافحته لما روي من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة في المبايعة قط، وإنما مبايعتها كانت كلاماً، وقوله صلى الله عليه وسلم : ((إنا لا نصافح النساء )).

(3) جواز محادثة الخطيب أثناء الخطبة وتبادل الآراء الفقهية:

ويكون ذلك في حالة وجود محرم مع التزام الفتاة بالثياب الشرعية، لأنّ صوت المرأة عند أغلب الفقهاء ليس بعورة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يتحدث إلى النساء ويستمع إليهن. وكان الرجال يستشيرون أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في بعض الأحكام الشرعية، وذلك من وراء حجاب، والأدلة في ذلك كثيرة ومعروفة. على ألا ترقق الخطيبة صوتها أثناء الحديث لقوله تعالى:{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} الآية.

الفصل الرابع

المــهر

قال تعالى:{وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً} [النساء:4].

لقد كرم الإسلام المرأة وفرض المهر على من أراد الزواج بها، و لم يضع الإسلام حداً لهذا المهر بل ترك الأمر للطرفين يتفقان عليه حسب المقدرة. ورغب في يسره، وعدم المغالاة في طلبه، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها)) [رواه أحمد والطبراني].

وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة " [رواه أحمد والحاكم].

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره المغالاة في المهور، ولقد استنكر النبي صلى الله عليه وسلم موقف أحد الصحابة حينما فرض على نفسه مهراً لا يطيقه ثم جاءه يطلب المساعدة ففي رواية للإمام مسلم: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: إني تزوجت امرأة من الأنصار فقال له صلى الله عليه وسلم: (هل نظرت إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً) قال: قد نظرت إليها، فقال صلى الله عليه وسلم: " على كم تزوجتها؟ " قال: على أربع أواق، فقال صلى الله عليه وسلم: " على أربع أواق؟ كأنكم تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل، ما عندنا ما نعطيك، ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه )).

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على تيسير أمر الزواج بأقل المهور ، فقد زوج أحد الصحابة بما تيسر معه من القرآن.
روى البخاري وغيره أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جئت أهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد النظر وصوبه، ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه، فلمّا رأت المرأة أنّه لم يقض فيها شيئاً جلست، فقام رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوّجنيها فقال صلى الله عليه وسلم: " هل عندك شيء تصدقها إيّاه؟ " قال: لا والله يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم: " اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئاً؟ " فذهب الرجل ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله، ما وجدت شيئاً، فقال صلى الله عليه وسلم: " انظر ولو خاتماً من حديد " فذهب ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله، ولا خاتماً من حديد، ولكن هذا إزاري فلها نصفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تصنع بإزارك؟ إن لبسته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء)) فجلس الرّجل حتى إذا طال مجلسه قام، فرآه رسول الله مولّياً فأمر به فدعي فلمّا جاء قال له: " ماذا معك من القرآن؟ " قال : معي سورة كذا وسورة كذا، قال: " وتقرأهن عن ظهر قلب؟ " قال: نعم قال: " اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن " [رواه الخمسة واللفظ للبخاري].

وعن عامر بن ربيعة أن امرأة من بني فزارة تزوجت على نعلين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرضيت عن نفسك ومالك بنعلين؟ " فقالت: نعم فأجازه [رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه].



عبير الإسلام

عدد المساهمات : 1216
تاريخ التسجيل : 16/04/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة Empty رد: كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة

مُساهمة من طرف عبير الإسلام الثلاثاء ديسمبر 08, 2015 9:55 pm



وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير وأعظم قدوة لنا في هذا الأمر، فلم يزد صداق نسائه وبناته على خمسمائة درهم عدا أم حبيبة رضي الله عنها فقد كان صداقها أربعمائة دينار، دفعها النجاشي عن النبي صلى الله عليه وسلم إكراماً له.

وكان الصحابة رضوان الله عليهم يلتزمون اليسر والبساطة في تزويج بناتهن فكانت زيجاتهن أعظم بركة.

وكان الفاروق عمر رضي الله عنه ينادي بعدم المغالاة في صداق النساء، فقد خطب في الناس يوماً فقال: (يا أيها الناس لا تغالوا في صداق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم... ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه، ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية. وإن كان الرجل ليبتلى بصدقة امرأته حتى يكون لها عداوة في نفسه، وحتى يقول: كلفت إليك علق القربة) علق القربة: الجبل الذي تعلق

ولقد لجأ كثير من الناس في هذا العصر إلى المغالاة في المهور، معتقدين أن غلاء المهور يزيد من تمسّك الزوج بزوجته، حريصين على حب الظهور والتفاخر أمام الناس بالمهور الكبيرة، مما أدى ذلك إلى عرقلة سُنَّة الزواج التي هي من أسمى سنن الحياة، مما أدى إلى انتشار الفساد بين الشباب، وقلة البركة بين المتزوجين، وكثرة المشاكل الزوجية، وتضاعفت حالات الطلاق عما كانت عليه في العصور الإسلامية السابقة. فلو أنهم اتبعوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته في فرض المهور لما وصلت العلاقات الزوجية إلى ما وصلت إليه الآن.

فالرحمة الرحمة أيها الآباء في طلب المهور تحصيناً لشبابكم وعفة لبناتكم، وكونوا كمن قال الله تعالى فيهم: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُم )الآية [الفتح:29].


الفصل الخامس

عقد الزواج

لكي يتم عقد الزواج بصورة إسلامية صحيحة لابد من من وجود ولي الزوجة أو وكيله وشاهدين، وموافقة الزوجة.

(1) ولي الزوجة:

لابد أن يتولى أمر زواج المرأة أقرب الناس إليها من الرجال البالغين العقلاء لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: (( لا نكاح إلاّ بولي)) ويجب على الولي أن يستأذنها ويأخذ رأيها ويطمأن إلى قبولها قبل إتمام العقد.

(2) الزوج أو وكيله:

يجوز للزوج أن يوكل عنه غيره في إتمام عقد الزواج فقد وكل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري في أن ينوب عنه في إبرام عقد زواجه على أم حبيبة، وكانت مهاجرة عند النجاشي الذي دفع له مهرها.

(3) الشهود:

لا ينعقد عقد الزواج إلا بحضور ذكرين عاقلين بالغين مسلمين عدلين لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل، وما كان من نكاح غير ذلك فهو باطل))[رواه ابن حبان في صحيحه].


يُتبع بحول الله



عبير الإسلام

عدد المساهمات : 1216
تاريخ التسجيل : 16/04/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة Empty رد: كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة

مُساهمة من طرف عبير الإسلام الخميس ديسمبر 10, 2015 9:12 pm




الفصل السادس

ليلة الزفاف وآدابها

بعد إتمام عقد الزواج الشرعي يهئ كل من الزوجين نفسه لاستقبال ليلة الزفاف التي إن تمت على نهج إسلامي قويم كانت من أجمل ليالي العمر التي تحلم بها كل فتاة تؤمن بالله واليوم الآخر.

ومن أجل تحقيق ذلك الحلم فإنّي أضع بين يدي كل مسلمة آدابًا تلك الليلة لاتّباعها، سواء كان ذلك في حفلة الزفاف، أو في إعداد الوليمة، أو عند خلوتها مع زوجها؛ حتى يكون زواجاً على سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أولاً: آداب حفل الزفاف:

لقد شرع الإسلام ألواناً من اللّهو والترفيه للمسلمين في حفلات الزفاف مطوّقة بحدود شرعية، يجب الوقوف عندها حتى تكون ليلة سعيدة خالية من المخالفات الشرعية.

* ومن ألوان اللّهو التي شرعها لنا الإسلام:

(1) الضرب بالدف:-

يجوز استعمال الدف في حفلة الزفاف لحديث عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أعلنوا بالنكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدف " [رواه الترمذي].

وعن محمد بن حاطب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فصل ما بين الحلال والحرام الصوت بالدَّف " [النسائي والترمذي وحسنه].

(2) الغناء المباح الخالي من المخالفات الشرعية:

وعن عائشة رضي الله عنها أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة ما كان معكم لهو فإنّ الأنصار يعجبهم اللّهو " [رواه البخاري]. وفي رواية بلفظ: " فهلا بعثتم معها جارية تضرب بالدفّ وتغني؟ قلت: تقول ماذا؟ قال: ((تقول:

أتيناكم أتـينـاكم فحيّونا نحيّيكم

فلولا الذّهب الأحمر ما حلت بواديكم

ولولا الحنطة السمرا ما سمنت عذاريكم


[رواه الطبراني]

وعن عامر بن سعد البجلي قال: دخلت على قرظة بن كعب وأبي مسعود- وذكر ثالثاً ذهب علي- وجواري يضربن بالدف ويغنين فقلت: تقرون على هذا وأنتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم:؟ قالوا: إنّه رخص لنا في العرسات، والنياحة عند المصيبة، وفي رواية: البكاء على الميت في غير نياحة. [رواه الحاكم والبيهقي والنسائي].

ما أباحه الإسلام من الغناء والضرب على الدف في غير فجور أو استخدام آلات المعازف المحرمة، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ليكوننّ في أمّتي أقوام يستحلّون الحر (الزنا) والحرير والخمر والمعازف "، [البخاري وغيره]. وهذا دليل على تحريم المعازف التي تنتشر بأشكال شتى في هذا الزمان.

ثانياً: آداب الوليمة:

الوليمة: هي إعداد طعام في ليلة العرس أو بعدها، ودعوة المسلمين إليه، ويتكوّن هذا الطعام من لحم وثريد أو غيره.

ومن سنن الوليمة وآدابها ما يلي:

(1) أن تكون ثلاثة أيام عقب الدخول بدليل حديث أنس رضي الله عنه قال: بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة فأرسلني فدعوت رجالا على الطعام [رواه البخاري]. وعنه رضي الله عنه قال: تزوّج النبي صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي وجعل عتقها صداقها وجعل الوليمة ثلاثة أيام [أخرجه أبو يعلي بسند صحيح].

(2) أن يولم بشاة أو أكثر إن وجد سعة. لما صح من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن عوف عندما تزوج امرأة من الأنصار ((أَوْلِم ولو بشاة))الحديث [البخاري]. وعنه رضي الله عنه قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أَوْلَمَ على امرأة من نسائه ما أَوْلَمَ على زينب فإنّه ذبح شاة [رواه الشيخان].

(3) ويجوز أن تؤدى الوليمة بطعام غير اللحم: لحديث أنس رضي الله عنه قال: أقام النبي صلى الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة ثلاث ليال يبني بصفية، فدعوت المسلمين إلى وليمته، وما كان فيها من خبز ولا لحم، وما كان فيها إلاّ أن أمر بالأنطاع فبسطت، وفي رواية: فحصت الأرض أفاحيص وجيء بالأنطاع فوضعت، فألقي عليها التمر والأقط والسمن فشبع الناس. الأنطاع: جمع نطع وهو الجلد المدبوغ [رواه الشيخان وغيرهما].

(4) دعوة الصالحين: لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال( لا تصاحب إلاّ مؤمناً ولا يأكل طعامك إلاّ تقيّ)) [رواه الترمذي والحاكم وأبو داود].

يُتبع بحول الله



عبير الإسلام

عدد المساهمات : 1216
تاريخ التسجيل : 16/04/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة Empty رد: كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة

مُساهمة من طرف عبير الإسلام الجمعة ديسمبر 11, 2015 9:04 pm



ثالثاً: وصايا للعروس قبل زفافها:

يستحب وصية العروس قبل زفافها إلى زوجها وصايا تصلح أن تكون منهجاً لإقامة الحياة الزوجية الصعيدة.

ولقد كان الآباء والأمهات في القديم يقدمون الوصية إلى بناتهم قبل الزفاف.

والأم خير من تسدي النصح لابنتها عند زفافها ، فقد عاشت التجربة من قبل ، وهي أعظم الناس حباً لسعادة ابنتها وهنائها. وقد رأيت بين الوصايا القديمة وصية أمامة بنت الحارث لابنتها قبل زفافها التي بينت فيها أسس الحياة الزوجية السعيدة فقالت:

أي بنيّة! إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك، ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل.

ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها، وشدّة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرّجال خُلِقْنَ، ولهنّ خُلِق الرّجال.

أي بنيّة! إنّك فارقت البيت الذي ألفتيه، وخلفت العش الذي فيه درجت،إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيباً، ومليكاً، فكوني له أمة يكن لك عبداً وشيكاً. واحفظي له خصالاً عشراً، يكن لك ذخراً: (أما الأولى والثانية) فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.

(وأما الثالثة والرابعة) فالتفقد لمواضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.

(وأما الخامسة والسادسة) فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة.

(وأما السابعة والثامنة) فالاحتراس بماله والإرعاء على حشمه وعياله، وملاك الأمر في المال: حسن التقدير، وفي العيال: حسن التدبير.

(وأما التاسعة والعاشرة) فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سراً، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره.

ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً.

... حقاً إنها وصية غالية من أم واعية، فما أجدر كل أم أن توصى بها ابنتها عند زفافها، وما أجدر البنت أن تقبلها وتأخذ بها لتنعم بالحياة الزوجية الهادئة في ظل الأدب الجميل والخلق الكريم، وينعم معها زوجها على بساط المودة والرحمة والسكن.


ويوصي عبد الله بن جعفر ابنته فيقول:

(إيّاك والغيرة فإنّها مفتاح الطلاق).و (إيّاك بكثرة العتب، فإنّه يورث البغضاء).و (عليك بالكحل فإنّه أزين الزّينة). و (أطيب الطيب الماء)..

ويوصي أبو الدرداء امرأته فيقول:

(إذا رأيتني غضبت فرضني وإذا رأيتك غضبتي رضيتك، وإلا لم نصطحب).

وقال أحد الأزواج لزوجته:

خذي العفو منّـي تستديـمي مودّتي** ولا تنطقي في ثورتي حين أغضب

ولا تنقريني نقــــرك الدف مرة** فإنّك لا تدرين كيف الـمغيب.

ولا تكثري الشكوى فتذهب بالقوى** ويأبى قلبـي والقـلوب تـقلب

فإنّي رأيت الحب فـي القلب والأذى** إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهـب

وتوصي أسماء بنت خارجة الفزارية ابنتها فتقول: " يا بنية إنك خرجت من العش الذي فيه درجت فصرت إلى فراش لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فكوني له أرضاً يكن لك سماء وكوني له مهاداً، يكن لك عماداً، وكوني له أمة، يكون لك عبداً لا تلحفي به فيقلاك، أي ولا تلحي عليه فيكرهك ولا تباعدي عنه إن دنا منك. فادني منه، وإن نأى عنك فابعدي عنه، واحفظي أنفه وسمعه وعينيه.. فلا يشمن منك إلا طيباً، ولا يسمع إلا حسناً، ولا ينظر إلا جميلاً.

رابعاً: آداب خلوة العروسين:

إن لخلوة العروسين ليلة زفافهما سنناً وآداباً علّمها لنا الإسلام الحنيف، من هذه السُّنَن ما يلي:

(1) ملاطفة الزوجة عند البناء بها: لحديث أسماء بنت يزيد بن السكن قالت: (إني قَيَّنت عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئته فدعوته لجلوتها، فجاء فجلس إلى جنبها فأتي بعس لبن فشرب، ثم ناولها النبي صلى الله عليه وسلم فخفضت رأسها واستحيت، قالت أسماء: فانتهرتها وقلت لها: خذي من يد النبي صلى الله عليه وسلم قالت: فأخذت فشربت شيئاً ثم قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ((أعطي تربك)) قالت أسماء: يا رسول الله بل خذه فاشرب منه ثم ناولنيه من يدك، فأخذه فشرب منه ثم ناولنيه، قالت: فجلست ثم وضعته على ركبتي ثم طفقت أديره وأتبعه بشفتي لأصيب منه شرب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال لنسوة عندي: "ناولهن "، فقلن: لا نشتهيه، فقال صلى الله عليه وسلم: " لا تجمعن جوعاً وكذباً " [رواه أحمد]

المفردات: قيّنت:-زينب- لجلوتها أي للنظر إليها مجلوة مكشوفة- بعس: بقدح- تربك: صديقتك.

(2) يستحب أن يضع الزوج يده على رأس عروسه ويسمي الله ويدعو لها بالبركة: لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" إذا تزوج أحدكم امرأة فليأخذ بناصيتها وليسم الله عز وجل وليدع بالبركة ويقل: اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه (أي خلقتها وطبعتها عليه) وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه " [رواه البخاري]

(3) يستحب للزوجين أن يصليا ركعتين معاً، عن شقيق قال: (جاء رجل يقال له: أبو حريز فقال: إني تزوجت جارية شابة (بكراً) وإنّي أخاف أن تفركني (أي تبغضني) فقال عبد الله بن مسعود: إنّ الإلف من الله، والفرك من الشيطان، يريد أن يكره إليكم ما أحل الله لكم، فإذا أتتك فأمرها أن تصلي وراءك ركعتين وقل: اللّهم بارك لي في أهلي وبارك لهم في، اللّهم اجمع بيننا ما جمعت بخير، وفرّق بيننا إذا فرقت إلى خير).[أخرجه الطبراني بسنده انظر تخريجاته في آداب الزفاف (21).




عبير الإسلام

عدد المساهمات : 1216
تاريخ التسجيل : 16/04/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة Empty رد: كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة

مُساهمة من طرف عبير الإسلام الجمعة ديسمبر 11, 2015 9:20 pm

[color=#330000]

الفصل السابع

آداب الجماع

الشريعة الإسلامية الغراء بينت لنا أفعالاً وآداباً تتعلق بالجماع منها ما يستحب فعله ومنها ما يكره فعله:

* فمن الأفعال المستحبة ما يلي:

(1) يستحب للزوج حين يأتي أهله أن يقول كما أوصى رسول الله في الحديث الصحيح قال: " لو أن أحدكم أتى أهله وقال: بسم الله اللّهم جنّبنا الشيطان وجنّب الشيطان ما رزقتنا فإن قضي بينهما ولد، لم يضرّه الشيطان أبداً [رواه البخاري]

(2) يستحب الوضوء بين الجماعين لقوله صلى الله عليه وسلم:" إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضّأ بينهما وضوءا فإنّه أنشط للعود )) [رواه مسلم وغيره]

(3) الوضوء قبل النوم لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يأكل أو ينام وهو جنب غسل فرجه وتوضأ وضوءه للصلاة [رواه الشيخان] وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر قال: يا رسول الله أينام أحدنا وهو جنب؟ قال(نعم. إذا توضأ)) [رواه الشيخان]

وفي رواية: (( نعم، ويتوضأ إن شاء )) وفي رواية: (( ثم ليتوضأ ثم لينم حتى يغتسل إذا شاء )).

وعن عمار بن ياسر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمضمخ بالخلوف، والجُنُب إلاّ أن يتوضّأ " [رواه أبو داود]

(4) جواز التيمّم بدل الوضوء: لحديث عائشة رضي الله عنها قالت:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أجنب فأراد أن ينام توضّأ أو تيمّم. [البيهقي بإسناد حسن]

(5) جواز اغتسال الزوجين معاً: لحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد تختلف أيدينا فيه فيبادرني حتى أقول: دع لي، دع لي، دع لي، قالت: وهما جنبان [رواه الشيخان]

* ومن الأفعال المكروهة ما يلي:

(1) نشر أسرار الإستمتاع لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " شرّ الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرّجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرّها " [رواه مسلم وغيره]

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم (انتهى من صلاته) أقبل علينا فقال: " مجالسكم. هل منكم الرجل إذا أتى أهله أغلق بابه، وأرخى ستره، ثم يخرج فيحدث فيقول: فعلت بأهلي كذا وكذا؟ " فسكتوا، فأقبل على النساء فقال: " هل منكن من تحدث؟ " فجثت فتاة كعاب (أي شابة) على إحدى ركبتيها وتطالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع كلامها فقالت: والله إنّهم ليتحدّثون وإنّهنّ ليتحدّثن، فقال عليه الصلاة والسلام:" هل تدرون ما مثل من فعل ذلك؟ إن مثل من فعل ذلك مثل شيطان لقى شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون " [رواه أحمد وأبو داود]

(2) تحريم إتيان المرأة في الدُّبُر:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}.

. ومن الأحاديث التي تدل على تحريم ذلك:

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هلكت قال: " ما الذي أهلكك؟ " قال: حوّلت رحلي الليلة فلم يرد عليه شيئاً، فأوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} يقول: " أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة " [رواه النسائي والترمذي وحسنه]

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" مَن أتى حائضا أو امرأة في دُبُرِها أو كاهناً فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أُنْزِلَ على محمد)) [رواه أصحاب السنن]

وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ملعون من يأتي النساء من محاشهن " أي أدبارهن [رواه أحمد وأبو داود]

لا شك أن إتيان الدبر فعل قبيح نهى عنه الشرع، فهو بجانب حرمته مضر بالجسم صحياً ونفسياً، لمخالفته للطبيعة البشرية يقول الإمام ابن القيم في كتابه (زاد المعاد):... فإن الدبر لم يتهيأ لهذا العمل ولم يخلق له، وإنما الذي هيء له الفرج، فالعادلون عنه إلى الدبر خارجون عن حكمة الله وشرعه جميعاً، وأيضاً فإنه مضر بالرجل، ولهذا نهى عنه عقلاء الأطباء من الفلاسفة وغيرهم، لأن للفرح خاصية في اجتذاب الماء ولا يخرج كل المحتقن لمخالفته للأمر الطبيعي.. وأيضا يضر من وجه آخر وهو إحواجه إلى حركات متعبة جداً لمخالفته للطبيعة.. وأيضاً فإنه محل القذر والنجس فيستقبله الرجل بوجهه ويلابسه- وأيضاً فإنه يضر بالمرأة جداً، لأنه وارد غريب بعيد عن الطباع منافر لها غاية المنافرة... وأيضاً فإنه يحدث الهم والغم والنفرة عند الفاعل والمفعول، وأيضاً فإنه يسود الوجه ويظلم الصدر، ويطمس نور القلب ويكسو الوجه وحشاً تصير عليه كالسيماء يعرفها من له أدنى فراسة.. وأيضاً فإنه يوجب النفرة والتباغض الشديد والتقاطع بين الفاعل والمفعول، ولا بد.. وأيضاً فإنه يفسد حال الفاعل والمفعول فساداً لا يكاد يرجى بعده صلاح، إلا أن يشاء الله بالتوبة النصوح، وأيضاً فإنه يذهب بالمحاسن منهما ويكسوهما ضدها، كما يذهب بالمودة بينهما ويبدلهما تباغضاً وتلاعناً... وأيضاً فإنه من أكبر أسباب زوال النعم. فإنه يوجب اللعنة والمقت من الله. وإعراضه عن فاعله، وعدم نظره إليه فأي خير يرجوه بعد هذا؟ وأي شر يأمنه؟ وكيف حياة عبد قد حلت عليه لعنة الله ومقته، وأعرض عنه بوجهه و لم ينظر إليه؟ ا هـ.

فعلى الزوجة أن لا تطع زوجها في هذا الفعل القبيح ولا تمكنه من ذلك لأنه كما قال صلى الله عليه وسلم:" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " [رواه أحمد] وإذا فعلت ذلك كانت عاصية وشاركته في الإثم وأضرت بصحتها، لأن هذا الفعل القبيح يسبب تمزيق فتحة الشرج وخروج البراز بدون تحكم.

(3) تحريم إتيان المرأة الحائض والنفساء: لقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ}الآية 22} وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مَن أتى حائضاً أو امرأة في دُبُرِها أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ". [رواه أصحاب السنن]

لقد حرم الإسلام على الرجل إتيان امرأته زمن الحيض أو النفاس لمضرته على صحة كل من الطرفين،كما أثبت الطب الرباني ومن بعده الطب الحديث. جاء في تفسير المراغي: قد أثبت الطب الحديث أن الوقاع في زمن الحيض يحدث الأضرار الآتية:-

1- آلام أعضاء التناسل في الأنثى، وربّما أحدث التهابات في الرحم وفي المبيض أو في الحوض تضر صحتها ضرراً بليغاً، وربما أدى ذلك إلى تلف المبيض وأحدث العقم.

2- أن دخول مواد الحيض في عضو التناسل عند الرجل، قد يحدث التهاباً صديدياً يشبه السيلان، وربما امتد ذلك إلى الخصيتين فآذاهما ونشأ من ذلك عقم الرجل، وقد يصاب (بالزهري) إذا كانت جراثيمه في دم المرأة.

3- وعلى الجملة فقرابها في هذه الفترة قد يحدث العقم في الذكر والأنثى، ويؤدي إلى التهابات أعضاء التناسل، فتضعف صحته وتكفي ضرراً، ومن ثم أجمع الأطباء المحدثون في بقاع المعمورة على وجوب الابتعاد عن المرأة في هذه المدة،كما نطق بذلك القرآن الكريم المنزل من لدن حكيم خبير {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى} ا هـ تفسير المراغي في قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ }.




عبير الإسلام

عدد المساهمات : 1216
تاريخ التسجيل : 16/04/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة Empty رد: كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة

مُساهمة من طرف عبير الإسلام الخميس يناير 07, 2016 2:27 pm



ويقر الطب بما في الحيض من أذى، وندع القول فيه لأهله فيقول الدكتور علي البار في كتابه (دورة الأرحام) تحت عنوان (المحيض أذى).. يقذف الغشاء المبطن للرحم بأكمله أثناء الحيض.. وبفحص دم الحيض تحت المجهر تجد بالإضافة إلى كرات الدم الحمراء والبيضاء قطعاً من الغشاء المبطن للرحم.... ويكون الرحم متقرحاً نتيجة لذلك.. تماماً كما يكون الجلد مسلوخاً، فهو معرض بسهولة لعدوان البكتريا الكاسح.. ومن المعلوم طبياً أن الدم هو خير بيئة لتكاثر الميكروبات ونموها.. وتقل مقاومة الرحم للميكروبات الغازية نتيجة لذلك، ويصبح دخول البكتريات الموجودة على سطح القضيب يشكل خطراً داهماً على الرحم، ومما يزيد الطين بلة أن مقاومة المهبل لغزو البكتيريا تكون في أدنى مستواها أثناء الحيض.. إذ يقل إفراز المهبل الحامض الذي يقتل الميكروبات.. ويصبح الإفراز أقل حموضة إن لم يكن قلوي التفاعل.. تقل المواد المطهرة الموجودة بالمهبل أثناء الحيض إلى أدنى مستوى لها.. ليس ذلك فحسب، ولكن جدار المهبل المكون من عدة طبقات من الخلايا يرق أثناء الحيض ويصبح جداره رقيقاً ومكوناً من طبقة رقيقة من الخلايا بدلاً من الطبقات العديدة التي نراها في أوقات الطهر.. وخاصة في وسط الدورة الشهرية حيث يستعد الجسم بأكمله للقاء الزوج.

لهذا فإن إدخال الميكروبات في وقت لا تستطيع فيه أجهزة الدفاع أن تقاوم.

كما أن وجود الدم في المهبل والرحم مما يساعد في نمو تلك الميكروبات وتكاثرها. ومن المعلوم أن على جلد القضيب ميكروبات عديدة.. ولكن المواد المطهرة والافراز الحامض للمهبل تقتلها أثناء الطهر... أما أثناء الحيض فأجهزة الدفاع مشلولة والبيئة الصالحة لتكاثر الميكروبات متوفرة.

ولا يقتصر الأذى على ما ذكرناه من نمو الميكروبات في الرحم والمهبل مما سبب التهاب الرحم والمهبل الذي كثيراً ما يزمن ويصعب علاجه. ولكن يتعداه إلى أشياء أخرى أذكرها باختصار.

1- يمتد الالتهاب إلى قناتي الرحم.

2- يمتد الالتهاب إلى الأعضاء البولية.

3- شدة الآلام المصاحبة للحيض.

4- يتقلب مزاجها ويقل احتمالها ويلحقها ضيق وكآبة وخاصة في بدايته.

5- تقل عندها الرغبة الجنسية بل تميل إلى العزلة والسكينة.

6- قد يسبب لها الحيض فقر دم وخاصة إذا كان شديداً.

7- يضعف بدنها لقلة عمليات التمثيل الغذائي.

8- تصاب الغدد الصماء.

9- الوطء لا ينتج حملاً مع الحيض البتة.

10- يتبادل الأذى بين الرجل والحائض بالانتقال وخاصة الالتهابات المؤثرة على أعضاء الجهاز البولي.

11- يصحبها الشعور بالدوخة والفتور والكسل.

12- قد تصاب بالصداع النصفي ا هـ (الحيض وأحكامه الشرعية 93- 96)


كفارة إتيان الحائض:

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الذي يأتي امرأته وهي حائض: فقال: " يتصدق بدينار أو نصف دينار " [رواه الخمسة واختلف في رفعه]

فعلى المرأة المسلمة أن تتقي الله وتلتزم بما أمرها الله، ولا تطع زوجها في هذا الأمر ولا تمكنه من ذلك التزاماً بأوامر الشارع الحكيم، ووقاية لها ولزوجها مما يحدث لهما من عواقب وخيمة نتيجة ذلك الفعل.

ما يحلّ للزوج أثناء الحيض:

إذا كان الإسلام حرم إتيان الحائض في زمن الحيض فإنه أباح للرجل الاستمتاع بزوجته خلال هذه المدة بطرق مشروعة. فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه:

كان إذا أراد من الحائض شيئاً ألقى على فرجها ثوباً ثم صنع ما أراد. [رواه أبو داود]

وعن عائشة رضي الله عنها قالت:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر إحدانا إذا كانت حائضاً أن تأتزر ثم يضاجعها. وقالت مرة: يباشرها [رواه الشيخان]

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحل لي من امرأتي وهي حائض؟ فقال: " لك ما فوق الإزار " [رواه أبو داود]


الفصل الثامن

صفات الزوجة الصالحة

قال تعالى: {... فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله} [النساء: 33]

وقال تعالى: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكاراً } [color=#ff3300]/ ه}

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة )) [مسلم والنسائي وابن ماجه]

وعن أبي أمامة رضي الله عنه كان يقول: ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراً له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله. [رواه ابن ماجه مرفوعاً]

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وبدناً على البلاء صابراً، وزوجة لا تبغيه حوباً في نفسها وماله )) [رواه الطبراني]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة، الولود الودود العئود على زوجها الذي إذا غضب قالت: لا أذوق غمضاً حتى ترضى)).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خير نسائكم الودود الردود، المواسية المواتية، إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم) [صحيح الجامع: 333]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على ولد في صغر أرعاه على زوج في ذات يده)) [صحيح الجامع: 3329]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء)).

لقد بين لنا سول الله صلى الله عليه وسلم صفات المرأة الصالحة في كلمات موجزة ولكنها تحمل منهجاً للمرأة المسلمة تسير عليه في حياتها الزوجية حتى تكون عند زوجها من خير ما يكنز. فقال صلى الله عليه وسلم: " ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء: المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته " [أحمد]

فالمرأة إذا لم تلتزم بحدود ربها في معاملة زوجها كانت امرأة سيئة الخلق، وصارت وبالاً على زوجها، وملأت بيته هماً ونكداً، فحينها لا تستطيع أي كنوز الدنيا أن تغير ما هو فيه إلا أن يمن الله عليه بزوجة صالحة تتصف بهذه الصفات:-

(1) مطيعة لأمر زوجها:

زوجة تطعه بالمعروف في كل أمر يوجهه إليها ما لم يأمرها بمعصية. وإذا ما أمرها بأمر لا يوافق رغبتها انتظرت الفرصة السانحة التى تسمح لها بإقناع زوجها بالعدول عن أمره دون مناقشات ومجادلات أو بفرض رأيها عليه، لأن الزوج بالقوامة التي منحها الله له يجب أن يكون هو صاحب الكلمة. فلو أقبلت زوجته عليه بصدر رحب وبينت له أنه هو القائم على البيت وأمره مطاع، ولكنها ترجو منه أن يعدل عن أمره إلى أمر ترى أنه حسن بما معها من حجة مقنعة، لأن لها زوجها ووافقها بذلك ومر الأمر دون مشاكل تعكر من صفو سعادتهما.



عبير الإسلام

عدد المساهمات : 1216
تاريخ التسجيل : 16/04/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة Empty رد: كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة

مُساهمة من طرف عبير الإسلام الخميس يناير 07, 2016 2:39 pm




(2) تسرّه إذا نظر إليها:

زوجة تسر زوجها عند النظر إليها فلا يرى منها إلا كل ما ينشرح له صدره ويسر نفسه، تقابله بالابتسامة الجميلة والنظرات التي يشع منها الحب والعطف والحنان، جميلة المنظر حسنة الثياب، طيبة الرائحة، فحينما يراها على ذلك. قرت عينه وشعر كأن بين يديه هدية ثمينة منحه الله إياها، يحرص على المحافظة عليها بكل ما يملك حتى لا تضيع من بين يديه. فلا ينظر إلى ما حرم الله، ولا يسعى للفرار من البيت بحثاً عن الراحة والهدوء والسعادة، لأن زوجته هيأت له الجو الذي يريد أن يعيش فيه بعد عنائه طوال النهار من أجل تحصيل لقمة العيش..،وبهذا تكون أرضت ربها وأسعدت زوجها ونالت حب وتقدير زوجها لها.

(3) ودود عئود على زوجها:

زوجة تتودد إلى زوجها وتحرص على رضاه، تفعل كل ما ترى أنه يحبه، وتعرض عما يغضبه. يرى منها كل ما يحب، ويستشعر منها كل ما يفرح، ويسمع منها كل ما يرضى.

فالزوج إذا لم يجد في بيته الزوجة اللطيفة الودودة النظيفة ذات البسمة الرقيقة، والحديث الطيب والحب الصادق المخلص والأخلاق الإسلامية العالية، واليد الرحيمة الودودة فأين يجد؟

وإليك هذا الموقف الروائع الذي عقم زماننا أن يرى مثله.

حكي أن شريحاً القاضي قابل الشعبي يوماً، فسأله عن حاله في بيته فقال له: من عشرين عاماً لم أر ما يغضبني من أهلي، قال له: وكيف ذلك؟ قال شريح: من أول ليلة دخلت على امرأتي ورأيت فيها حسناً فاتناً، وجمالاً نادراً، قلت في نفسي: فلأتطهر وأصلي ركعتين شكراً لله، فلما سلمت وجدت زوجتي تصلي بصلاتي وتسلم بسلامي، فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء قمت إليها فمددت يدي نحوها، فقالت: على رسلك يا أبا أمية،كما أنت ثم قالت: الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على محمد وعلى آله أما بعد:

فإني امرأة غريبة لا أعلم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيه وما تكره فأتركه، وقالت: إنه كان لك في قومك من تتزوجه من نسائكم وفي قومي من الرحال من هو كفؤ لي، ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً، وقد ملكت فاصنع بما أمرك الله به إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك..

قال شريح: فأحوجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع فقلت: أحمد الله وأستعينه، وأصلي على النبي وآله وسلم، وبعد فإنك قلت كلاماً. إن ثبت عليه يكن ذلك حظك وإن تدعيه يكن حجة عليك. أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها، وما رأيت من سيئة فاستريها فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟ قلت: ما أحب أن يملني أصهاري، فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له، ومن تكره؟ قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء، قال شريح: فبت معها بأنعم ليلة وعشت معها حولاً لا أرى إلا ما أحب. فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء، فإذا بفلانة في البيت. قلت: من هذه؟ قالت: ختنك (أي أم زوجتك) فالتفت إلي وسألتني: كيف رأيت زوجتك؟ قلت: خير زوجة، قالت: يا أبا أمية المرأة لا تكون أسوأ حالاً منها إلا في حالتين: إذا ولدت غلاماً، أو حظيت عند زوجها فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم بشر من المرأة المدللة فأدب ما شئت أن تؤدب وهذب ما شئت أن تهذب.

فمكثت معي عشرين عاماً لم أعتب عليها في شيء إلا مرة وكنت لها ظالماً.

هكذا يجب أن تكون الزوجة المسلمة، وهكذا تكون الأم الواعية حريصة على عمار بيت ابنتها بالنصيحة المخلصة والوصايا الحسنة.

(4) تعين زوجها على أمر دينه ودنياه:

زوجة تأخذ بيد زوجها دائما إلى ما هو خير في الدين والدنيا، تحث زوجها على التمسك بشرائع الإسلام فريضة ونافلة، تقدم له كل مشورة تقربه من الله عز وجل وتباعده عما يغضب الله. كصلة الرحم وبر الوالدين، ولتذكر نفسها دائماً أنها ستكون أماً لأولاد سيكبرون ويتزوجون ويجدون من يعينهم على برها، وتذكر زوجها بالحديث الصحيح: ((بروا آباءكم تبركم أبنائكم ))، وتكون دائماً الحبل الواصل بينه وبين أهله فتنال رضا الله عز وجل وتنال رضا زوجها حينما يراها حريصة على حسن علاقته بأهله كما أنها تنال رضا والديه. وبهذا لا يكون بينها وبينهم خلاف كما يحدث في كثير من البيوت.

.... وأيضاً تحثه على الابتعاد عن الكسب الحرام فقد كانت الزوجة الصالحة من السلف الصالح تقول لزوجها إذا خرج إلى عمله: (اتق الله ولا تطعمنا من حرام فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار).

.... وأيضاً تحثه على قيام الليل وتشاركه في ذلك حتى تتنزل عليهم رحمات الله عز وجل؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ أمرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء،ورحم الله امرأة قامت من الليل،فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء)) [رواه أحمد وأبو داود]

أما إعانته على أمر دنياه فيكون ذلك بحسن تدبيرها وحرصها على ماله فلا نطلب إلا ما تحتاج إليه ولا تنفق إلا ما يأمرها به يقول الإمام الغزالي في إحيائه: وأهم حقوق الزوج على زوجته أمران: أحدهما الصيانة والستر، والآخر ترك لمطالبة بما وراء الحاجة، والتعفف عن كسبه إذا كان حراماً)).

وقال علي فكري رحمه الله في كتابه ((سعادة الزوجين)):

يجب ألا تطلب الزوجة من زوجها مالا تمس الحاجة إليه من مأكل أو ملبس أو غيرها. فقد قال سبحانه وتعالى: {ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف حقاً على المحسنين } فلا يسوغ لها أن تطلب إلا ما يكون في طاقته. إذ بتكليفه ما لا يطيق تسيء إلى نفسها بعد إساءتها إلى زوجها. إذ تضعه في مركز حرج لا تحيق نتائجه السيئة بغيرها. وقال أيضاً في موضع آخر: الاقتصاد معناه حسن التدبير ووضع الشيء في موضعه وهو روح المعاملة، وزعامة الحياة الزوجية وهو الوسط بين الإفراط والتفريط. وقد أمر الله به ونهى عن الإسراف والتقتير حيث قال الله عز وجل: {ولا تجعل يديك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً} اهـ.

فالمرأة مسئولة عن استخدام ما لديها من مال زوجها في خير الطرق. فهي المكلفة بتدبير شئون البيت، فلا تغني كثرة المال مع قلة التدبير فقلة التدبير تعرض حياة الأسرة المادية للانهيار. والزوجة المسرفة عدوة نفسها ونكبة على زوجها تهلك بيدها أمواله، وكم من امرأة هدمت بيتها بسوء تصرفها، وكم من سيدة أسست بيتها على أحسن ما يكون بحسن تدبيرها.

فالزوج حين يرى زوجته مدبرة ومقتصدة وحريصة على ماله يزداد حباً لها وثقة فيها وفي حسن تدبيرها، مما يجعله يضع ماله تحت تصرفها ويمنحها حرية التصرف فيه، فهو واثق ثقة شديدة أنها لن تعرض ماله للهلاك، بل إنها حريصة على نمائه ومن هذه الثقة تنشأ حياة أسرية سعيدة بعيدة عن المشاكل المادية التي نسمع عنها بسبب سوء تدبير بعض النساء.



عبير الإسلام

عدد المساهمات : 1216
تاريخ التسجيل : 16/04/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة Empty رد: كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة

مُساهمة من طرف عبير الإسلام السبت يناير 23, 2016 2:47 pm



نماذج طيبة للمرأة الصالحة

هذه أمنا هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام جاء بها وابنها إسماعيل (عليه السلام) وهي ترضعه، حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم، فوضعهما وليس بمكة يومئذ من أحد، وليس بها ماء، ووضع عندها جراباً فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقاً، فتبعته أم إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟ فقالت له مراراً، فجعل لا يلتفت إليها، فقالت: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا. إنه يقين المرأة الصالحة بالله عز وجل خضعت لأوامره ولم تقف حائلاً دون استجابة زوجها لأمر الله وصبرت على حالها الذي وضعت فيه حيث لا ماء ولا أنيس، وهي تعلم أن الله سبحانه وتعالى لن ينساها ولن يضيعها، فحينها توجه إبراهيم عليه السلام إلى الله عز وجل بالدعاء وقال: {ربّنا إنّي أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون }.

فرزقها الله بالماء والأنيس والثمرات، وخلدت ذكراها إلى يوم القيامة حيث أصبح سعيها هذا شرعة للمسلمين بعد ذلك في مناسك الحج، هذا مع ما ادخره الله لها من جزاء يوم القيامة.

وها هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، نشأت في بيت من البيوت العالية الشريفة، وتربت على الخلق الكريم والأدب العالي الرفيع، وكانت تتمتع بقسط من سمو الأخلاق وشرف النسب، وكانت تتمتع بثراء كبير.

ولما سمعت عن كريم صفات النبي صلى الله عليه وسلم وعظيم سجاياه قبلت الزواج منه على الرغم من الفارق بينهما في السن والمال. وفضلته على الكثير من الخطاب من أشراف قريش وأغنيائها.

وضربت السيدة خديجة أروع الأمثال وأجلها على حبها لزوجها، وإيثارها لما يحبه ويرغب فيه... وهبت له مولاها زيد بن حارثة عندما رأت حبه له، ورحبت بالإمام علي رضي الله عنه في بيتها، ورعته بعين الحب والعناية عندما رأت رغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التخفيف عن عمه أبي طالب بأن يكفل أحد أبنائه. ....

ومن أعظم الأمثلة التي ضربتها السيدة خديجة بنت خويلد للزوجة التي تعين زوجها على أمر دينه، موقفها من رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما جاءته رسالة السماء، ودخل عليها يرتعد ويقول: " زملوني زملوني " فزملوه حتى ذهب عنه الروع، ثم قال لها يحدثها بما رأى، لأنه كان يجد عندها السكينة ويرى في قلبها المحبة والحنان والوعي ويقول: " لقد خشيت على نفسي ". فأجابته أم المؤمنين إجابة الزوجة الواعية الناضجة، إجابة كلها إيمان وثقة بالله وبما عند الله عز وجل فقالت: والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق!.

.... فبشرت في حياتها بخير ما تبشر به المرأة المؤمنة، بشرت ببيت في الجنة من قصب لاصخب فيه ولا نصب.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

يا رسول الله: هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. [ رواه البخاري]

.... فأي تكريم أعظم من تكريم الله عز وجل لها؛ أرسل لها سلامه مع جبريل عليه السلام وبشرت بالجنة هذا مع مكانتها الكبيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبه ووفائه لها في حياتها وبعد موتها، مما جعل السيدة عائشة رضي الله عنها تغار منها وتقول: ما كنت أغار من زوجة مثلما كنت أغار من خديجة مع أنني لم أدركها لكثرة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها.

وكان من وفائه صلى الله عليه وسلم لها أنه كان يطعم صديقاتها، ويكرم من تحبها، وكان يقول عنها: " آمنت بي حين كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله الولد منها دون غيرها من النساء ". .... رحم الله أم المؤمنين خديجة بنت خويلد خير مثل للمرأة المؤمنة، العابدة لربها، المحبة لزوجها، المعينة له على أمر الدنيا والآخرة حقاً إنها استحقت أن تكون من خير نساء العالمين.

*وها هي ذات النطاقين بنت ثاني اثنين في الغار أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأخت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وزوجة الزبير بن العوام رضي الله عنه حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها أسماء رضي الله عنها تقول: تزوجني الزبير، وما له في الأرض من مال ولا شيء غير فرسه وناضحه (أي بعيره) الذي يستقي عليه، فكنت أعلف فرسه وأسوسه وأدق لناضحه، واستقى الماء، وأخرز غربه (أي أضبط دلوه بالخرز) وأعجن، وكنت أنقل على رأسي من ثلثي فرسخ حتى أرسل لي أبو بكر خادماً يكفيني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني [ رواه الشيخان]

.... إنها المرأة المسلمة الواعية العاقلة، نشأت وأختها في مدرسة الإسلام حتى تخرجت إلى خير وظيفة، إنها وظيفة المرأة الصالحة العابدة الزوجة الأم.

.... إنها نماذج صالحة للمرأة الصالحة التي تعرف حق ربها، وتطيع زوجها وتحرص على سعادته، فليكن لنا من هذه النماذج أسوة حسنة نقتدي بها في حياتنا، لنفوز بلقائهم في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

الفصل التاسع

حقوق وواجبات

الأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع. وهي لبنة من لبنات المجتمع، لا يصلح إلا بصلاحها، ولا يفسد إلا بفسادها، وهى تتكون من البيت، والبيت سكن وطمأنينة وتعاون وحب، وفيه تنشأ الطفولة ويتم التآلف والترابط والتراحم

(1) فالإسلام نظام أسرة، والبيت في اعتباره مثابة وسكن، في ظله تلتقي النفوس على المودة والرحمة والتعاطف والستر والتجمل والحصانة والطهر، وفي كنفه تنبت الطفولة، وتدرج الحداثة، ومنه تمتد وشائج الرحمة وأواصر التكامل. ومن ثم يصور العلاقة البيتية تصويرا رقيقا شفيفا، ويشع منه التعاطف وترف فيه الظلال، ويشيع فيه الندى، ويفوح منه العبير (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )) (( هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهن )) فهي صلة النفس بالنفس، وهي صلة السكن والقرار، وهي صلة المودة والرحمة، وهي صلة الستر والتجمل، وإن الإنسان ليحس في الألفاظ ذاتها حنوا ورفقا.. " اهـ.

(2) ولما كانت رابطة الزواج أعظم روابط الأسرة أحاطها الإسلام بكل الضمانات التي تكفل استقرارها، فجعل لكل من الزوجين حقوقا على الآخر، وفي أداء كل منهضا الواجبات تتحقق السعادة والهناءة، ويقوم بنيان الأسرة على أساس متين من المشاعر الإنسانية السامية، التى تجعل من التقاء الزوجين التقاء إنسانين تربط بينهما حياة مشتركة، تثمر في الغالب نسلا تمتد فيه الحياة، وهما اللذان يسهران على تربيته في تعاون وثيق ورضا بالغ " اهـ.

أولاً: حقوق الزوج على زوجته

يقول الله تعالى: (( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض )).

وعن أنس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح أن يسجد بشر لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظيم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو أن من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد، ثم أقبلت تلحسه ما أدت حقه " 10 صحيح الجامع.: 7602،

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " (رواه الترمذي وحسنه)

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك، هذا الجهاد كتبه الله على الرجال، فإن يصيبوا أجروا، وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، ونحن معاشر النساء نقوم عليهم، فما لنا من ذلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبلغي من لقيت من النساء: أن طاعة المرأة لزوج واعترافها بحقه يعدل ذلك، وقليل منكن من يفعله " ( رواه البزار والطبراني )

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو تعلم المرأة حق الزوج لم تقعد ما ضر غداؤه وعشاؤه حتى يفرغ منه " (صحيح الجامع الصغير: 5135 )

وعن حصين بن محصن قال: حدثتني عمتي قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الحاجة فقال لي: " أي هذه أذات بعل؟ " قالت: نعم قال: " كيف أنت؟ " قالت: لا آلوه (أي لا أقصر في طاعته وخدمته) إلا ما عجزت عنه قال: " أنظري أين أنت منه فإنه جنتك ونارك ". (رواه أحمد والنسائي بإسنادين جيدين )

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة " ( رواه الترمذى وحسنه)


ومن حقوق الرجل على امرأته ما يلي:

(1) طاعته بالمعروف:

لا شك أن طاعة المرأة لزوجها تحفظ كيان الأسرة من الصدع والانهيار وتؤدي إلى محبة الزوج لزوجته، وتعمق رابطة التآلف والمودة بين أفراد الأسرة وتقضي على آفة الجدل والعناد التي تؤدي في الغالب إلى المنازعة والشقاق .

" فالطاعة مجلبة للرضاء والهناء، والمخالفة تولد الشحناء والبغضاء وتوجب النفور وتفسد عواطف الاخاء وتنشىء القسوة في قلوب الآباء. وما من امرأة نبذت طاعة زوجها إلا حل بها الشقاء ولحقها البلاء، وكلما زادت طاعة الزوجة لزوجها زاد الولاء والحب بينهما " اهـ.

عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحفظت فرجها وأطاعة زوجها، قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت " (رواه أحمد والطبراني )

وتكون طاعة المرأة لزوجها في معروف، فإن أمرها بمعصية فلا سمع ولا طاعة، لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " ( رواه الحاكم وأحمد )

وعن طلق بن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور " ( رواه الترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان في صحيحه)

التنور: المحمي الذي يخبز فيه.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها " ( رواه الشيخان )

وعن زيد بن أرقم رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المرأة لا تؤدي حق الله عليها حتى تؤدي حق زوجها كله، ولو سألها وهي على ظهر قتب لم تمنعه نفسها ) ( رواه الطبراني بإسناد جيد )

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد أبق مواليه حتى يرجع، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع " ( رواه الطبراني والحاكم بإسناد جيد )

(2) المحافظة على عرضه وماله:

يقول الله تعالى: (( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )) الآية.

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرّته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله " (رواه أبو داود والنسائي وسنده صحيح)

وعن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زرجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل " (صحيح الجامع: 2710)

وعن عمرو بن الأحوص الجشمى رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا واستوصوا بالنساء خيرا.. إلى أن قال: فحقّكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم مَن تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون).. الحديث.

(3) المحافظة على الأسرار الزوجية:

يجب على المرأة المحافظة على أسرار الزوج والبيت وكل ما يخص الزوجين معا سواء كانت أسرارا مادية أو معنوية طالما لم يأذن الزوج بها،؟ يجب على المرأة ألا تنشر بين النساء ما يعيب زوجها من خلق أو مرض أو غير ذلك لأن في ذلك مهانة للزوج. وهتك ستره، وهو الذي منحه الإسلام القوامة على المرأة، فيجب أن تكون القوامة في السر والعلن إلا إذا ظلمها زوجها فعليها أن تشكو أمرها إلى أقرب الأقربين إليه من الذين يحافظون على سره لقوله تعالى: (( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا مَن ظُلِم وكان الله سميعا عليما )) النساء: 148 وكان بعض الصالحين يقول لزوجته: إذا رأيت حسنة فانشريها وإذا رأيت سيئة فاستريها.

(4) لا تصوم النفل إلا بإذنه:

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه " (متفق عليه)

وعن أبي سعيد قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقالت: زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت، ويفطرني إذا صمت، ولا يصلى الفجر حتى تطلع الشمس.

قال: وصفوان عنده فسأله عما قالت؟

قال: يا رسول الله أمّا قولها: يضربني إذا صليت فإنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها، فقال لها صلى الله عليه وسلم: " لو كانت سورة واحدة لكفت الناس ".

قال: وأما قولها: يفطرني إذا صمت، فإنها تنطلق تصوم وأنا رجل شاب فلا أصبر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تصوم امرأة النفل إلا بإذن زوجها " قال: أما قولها: إنّي لا أصلي حتى تطلع الشمس؟ فإنا أهل بيت قد عرفت عنا ذاك لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس قال: " إذا استيقظت يا صفوان فَصَلِّ " (رواه أبو داود بسند صحيح)

(5) ألا تنفق من ماله إلا بإذنه:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تنفق امرأة شيئأ من بيت زوجها إلا بإذنه " قيل: يا رسول الله ولا الطعام؟ قال: " ذلك أفضل أموالنا ". (رواه الترمذي وجوده (جيد))

وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا تصدّقت المرأة من بيت زوجها كان لها أجر ولزوجها أجر، لا ينقص كل واحد منهما من أجر صاحبة شيئا، له بما كسب ولها بما أنفقت " (أي برضائه) ( رواه الترمذي وصححه)

(6) قيامها بتدبير المنزل وتربية الأولاد:

وهذا العمل هو الوظيفة الطبيعية التي هيئت لها المرأة، بل هو المهمة الأساسية التي يجب أن تقوم بها وتسعى إليها في تكوين أسرة سعيدة وإعداد جيل طيب. ولقد كانت الصحابيات من قبل يقمن بأعمال يصعب على المرأة في عصرنا القيام بها، فكن يطحن على الرحى ويخبزن ويحتطبن ويخدمن خيول أزواجهن، وكن يقمن على طاعة أزواجن ويربين أولادهن تربية صالحة فخرج من تحت أيديهن جيلا من خير القرون حملوا راية لا إله إلا الله ودعوا إلى عبادة الله، فلنا فيهم أسوة حسنة.

... فها هي فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدة نساء الجنة كانت تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل إليها خادما ليعاونها على خدمة البيت من كثرة ما تلقى في يديها من الرحاء.

.... وها هي أسماء بنت أبي بكر الصديق أحد أغنياء مكة كانت تعلف الفرس وتسوسه وتدق لناضحه، وتستقى الماء وتخرز غربه، وتعجن، وكانت تنقل على رأسها من ثلثي فرسخ. وأبت أن تركب مع النبي صلى الله عليه وسلم حرصا على غيرة زوجها.

(7) قيامها بِيِرّ أهل زوجها:

على المرأة أن تعلم أن زوجها فلذة كبد أبويه، ربياه صغيرا وعلماه كبيرا، فمن واجبه أن يؤدي إليهما حقهما من بر وصلة، وعليها أن تعينه على ذلك ولا تكن حائلا دون ذلك، بل تذكره إذا نسى، وتسعى جاهدة لإرضائهما والتقرب إليهما. فهما قدما لها زوجا، فتح لها بيتا ومنحها السعادة، وهذه هدية عظيمة، ألا يستحق صاحبها الشكر والوفاء؟

فليس الشكر والوفاء أن تقدم لهما يوم الحادي والعشرين من مارس من كل عام هدية، أو تقوم بضيافتهما إذا حضرا إليها. ولكن الشكر والوفاء يكون بالتودد إليهما على الدوام، ومعاملتهما المعاملة الحسنة، وإشعارهما أنها واحدة من الأسرة تمرح لفرحهم وتألم لآلامهم. فهذه المعاملة تدخل السرور على قلب الزوج وتؤنسه وتقوي رابطة الزوجية وآصرة الرحمة والمودة، حتى ترفرف على البيت أجنحة المحبة والسلام كا أنها بهذه الطريقة تحوز احترام أهل زوجها وتقديرهم لها على حسن عشرتها، وتجعلهم لا يندمون على زواج ابنهم منها.

فما أسعد الزوج حينما يرى العلاقة بين زوجته وأهله ترفرف عليها المودة والألفة، مما يوفر عليه كثيرا من المشاكل والهموم التي يعانيها بعض الأزواج من جراء الخلافات الناشئة بين زوجاتهم وأهليهم.

فالزوج مهما بلغت محبته لزوجته واحترامه لها فهي لا تفوق حبّه لأمّه التي حملته كرها ووضعته كرها، وسهرت الليالي الطوال من أجله، فهو يملك مكانة كبيرة في قلبها وهي أيضا تحتل مكانة كبيرة من قلبه، وهذه حقيقة تخفى على كثير من الزوجات، ممّا يؤدي إلى كثرة الخلافات بين الزوجة وحماتها، مما يجعل الزوج في حيرة! بين زوجته وأمّه، وقد يؤدي ذلك إلى انهيار الأسرة.

فعلى كل زوجة أن تضع بين أعينها دائما هذه الحقائق، فتحسن علاقتها بأهل زوجها لتحافظ على حب زوجها لها ولأهله، ولتعلم أخها إن أحسنت علاقتها بأم زوجها سوف يرزقها الله بزوجة لإبنها تحسن علاقتها بها.





عبير الإسلام

عدد المساهمات : 1216
تاريخ التسجيل : 16/04/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة Empty رد: كيف تكونين زوجة صالحة وأُمًّا ناجحة

مُساهمة من طرف عبير الإسلام السبت يناير 23, 2016 3:06 pm



ثانيا: حق الزوجة على زوجها

قال تعالى: (( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ))النساء 19

وقال تعالى: (( ولهنّ مثل الذين عليهن بالمعروف )) البقرة 228

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم " (رواه الترمذي وقال: حسن صحيح)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ! كل شيء يلهو به ابن آدم فهو باطل، إلا ثلاثا رمية عن قوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله فإنّهن من الحق ". (رواه أحمد وأصحاب السنن)

وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله: ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال:" أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت " (رواه أحمد وأبو داود وابن حبان)

وروى الشيخان عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " استوصوا بالنساء خيرا، فإنّ المرأة خُلِقَت من ضلع أعوج وإنّ أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمة كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا " وفي رواية لمسلم: " إنّ المرأة خُلِقَت من ضلع أعوج لن تستقيم له على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها ".

وعن عبد الله بن زمعة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد، فلعلّه يضاجعها من آخر يومه" الحديث متفق عليه، وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر " أو قال غيره ( رواه مسلم) يفرك: يبغض.

وعن عمرو بن الأحوص الجشمي رضي الله عنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع بعد أن حمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال: " ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنّهن عوان عندكم ليس تملكون عنهن شيئا غير ذلك إلاّ أن يأتين بفاحشة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضربا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، ألا وإنّ لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا؟ فحقّكم عليهن أن لا يُوطِئْنَ فرشكم مَن تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، وحقّهن عليكم أن تحسنوا إليهن كسوتهن وطعامهن " (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح،


الفصل العاشر

من أجل سلام دائم داخل الأسرة المسلمة

إن حدوث الخلافات الزوجية. شيء لا يدعو إلى الانزعاج والخوف، بل إن حياة أزواج لا يحدث فيها خلافات قد تستوجب البحث والدراسة، فالخلافات الزوجية شيء طبيعي، ولا بد من حدوثها، لأن الحياة الزوجية قائمة بين اثنين من البشر، وكل بني آدم خطاء، لأن الكمال لله وحده. فالزوج قد يخطيء وقد يقصر في حق زوجته، أو يصدر عنه تصرفات لا ترضيها، وقد تخطيء الزوجة وتقصر أو يصدر عنها تصرفات لا ترضي زوجها، فينشأ من جراء ذلك بعض الخلافات العارضة، وهذا شيء عادي قد يحدث في كل بيت، حتى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أزواجه يراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل. وقد أقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يدخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن حتى عاتبن الله- عز وجل. !

وكان على رضي الله عنه يغضب على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويخرج من البيت إلى أن يزول الخلاف.

فقد صح عن سهل بن سعد الساعدي قال: جاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيت فاطمة فلم يجد عليا، فقال: " أين ابن عمك؟ " فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبنى فخرج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" انظر أين هو " فقال: هو في المسجد راقد، فجاء وهو مضطجع، وقد سقط رداؤه عن شقّه فأصابه تراب، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " قم أبا تراب " قال سهل: وما كان له اسم أحب إليه منه. متفق عليه

... فالمرأة العاقلة الواعية يجب أن تجعل في بداية حياتها مع زوجها نظاما يتّفقا عليه، يعرف كل منهما ما يحب الآخر فيعمله، وما يكره، فيجتنبه، ولقد كان الأزواج والزوجات من السلف الصالح يفعلون ذلك في بداية حياتهم ولذلك لم نسمع عن خلافاتهم، مما نسمعه اليوم من الخلافات الزوجية.

فها هي زوجة شريح القاضي قالت له ليلة الزفاف: (إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبيّن لي ماتحب فآتيه وما تكره فأتركه). ولهذا عاشا معا عشرين عاما دون خلاف أو نزاع يعكر صفو حياتهما.

... ويوصى أبو الدرداء امرأته فيقول:

إذا رأيتنى غضبت فرضّني، وإذا رأيتك عضبتي رضّيتك وإلاّ لم نصطحب.

ويقول آخر:

خُذِي العفو منّي تستديمي مودّتي..ولا تنطقي في ثورتي حين أغضب

ولا تنقريني نقرك الدف مــرة.. فإنك لا تـدرين كيـف المغيب

ولا تكثري الشكوى فتذهب بالقوى.. ويأباك قـلبي والقلـوب تقـلب

فإنـي رأيـت الحـب والأذى... إذا اجـتمعا لم يلبث الحب يذهب



حقًّا إنّها وصية إذا عملت بها نساء عصرنا لاستراحت وأراحت زوجها من مشاكل لا حصر لها.

... والمرأة العاقلة كما تحب من زوجها أن يغفر لها هفواتها، فهي أيضا يجب عليها أن تغفر له هفواته،. لأن المرء لم يخلق معصوما من الخطأ. وهو معروف لدينا أن كثرة العتاب تولد الخلافات. فالمرأة أحيانا تعتب على زوجها في أمر ترى أنه كبير، وقد يكون عتابها عنيفا مما يعرضها إلى خطأ أكبر مما عاتبت عليه زوجها، فيؤدي ذلك إلى مشكلة كانت في غنى عنها إذا هي تغاضت عن بعض الأمور البسيطة. فالزوج له محامد، وتكون له أيضا بعض المساويء، فلكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة.

ولذلك لا تغضب المرأة إزاء فلتة زل بها لسان زوجها عند الغضب، بل تكون متساهلة متسامحة تقابل السيئة بالحسنة، فحينها يدرك زوجها خطأه، ويعرف أن زوجته عاقلة متسامحة، وحينها يزداد الحب والتفاهم بينهما.

يقول الله تعالى: ((ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )).

ولبشار بن برد في المعاشرة:

إذا كنت في كل الأمور معاتبا.. صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

فعش واحدا أو صل أخـاك.. فإنّه مقارف ذنب مرة ومجانـبه

إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى.. ظمئت رأي الناس تصفو مشاربه

ومن ذا الذي ترضى سجاياه.. كلها كفى بالمرء نبـلا أن تعـد معايبه


.... فمن أجل سلام دائم يجب على المرأة المسلمة الاعتراف بفضل زوجها، وعدم نكران إحسانه إليها، حتى لا تكون مع شر النساء اللاتي قال عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اطلعت في النار فإذا أكثر أهلها النساء. يكفرن العشير. لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط " (رراه البخاري)

.... ومن أجل سلام دائم يحب على المرأة المسلمة الصلح مع زوجها وإرضائه، لتكون ممن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهن: " أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة " (رواه الترمذي وحسنه)

.... ومن أجل سلام دائم يجب على المرأة أن تنهي خلافاتها مع زوجها دون " أي تدخل من الأهل أو الأصدقاء، فأحيانا تزيد المشكلة بتزايد أفرادها. فالرجل له كرامته وعزته، ولا يرضيه أن يعرف صديقه أو أصهاره ما دار بينه وبين زوجته من خلاف مما يزيد الأمر تعقيدا، ومما يجعل العلاقات متوترة بين الزوج وأصهاره أو بين أهله وأهلها، وقد يصطلح الزوجين ويظل الخلاف بين الأصهار، مما يجعل القلق يحوم حول الزوجين نتيجة لذلك.

.... ومن أجل سلام دائم يجب على الزوجة أن تتودد إلى زوجها بالكلمة الطيبة والاعتذار اللطيف، حتى تنال منزلة في الجنة وتكون ممن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عهن: " ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة الولود الودود العئود على زوجها الذي إذا غضب قالت: لا أذوق غمضا حتى ترضى ".

.... ومن أجل سلام دائم يجب على كل من الطرفين التنازل عن بعض رغباته ولا سيما الزوجة، لأن الرجل يعتز برأيه ويجب أن تقتنع به زوجته. فعلى المرأة الواعية العاقلة أن تتنازل عن رأيها حتى ولو رأت أنه صحيح حسما للخلاف، وحينما يهدأ الزوج تتحين الفرصة في جلسة عائلية هادئة تحاول إقناعه برأيها، فحينها قد يرضخ زوجها لرأيها مقتنعا وراضيا ويمر الأمر بسلام دون عناد وخصام فالشر لا يطفأ بالشر كالنار لا تطفأ إلا بالماء.

فعلى المرأة المسلمة الرفق في الأمور كلها، والحلم والأناة حتى تكون كنز لزوجها المسلم، يسعد إذا رآها، ويطمئن إذا تركها، ويشكر الله دائما على هذه العطية التي جعلت السعادة ترفرف داخل البيت، مما أعانه على عبادة الله وشكر نعمائه.

تلكم أيتها الزوجات المسلمات المنهج الأسري الذي رعه لنا الاسلام بتشريعاته السمحة العادلة.

فعلى كل امرأة مسلمة تريد حياة الدارين الدنيا والآخرة أن تتمسك بالمنهج الذي رسمه لها الإسلام وتؤدي ما عليها من واجبات، وتضع يدها في يد زوجها ليتعاونا على بناء أسرة صالحة، مكونة من زوجين صالحين وأولاد ينشئون ويترعرعون في بيت إسلامي، قائم على أعمدة من الحب والتفاهم والثقة، ويتنفسون في هذا البيت هواء نقيا خاليا من الجراثيم والمشاكل مليئا بالعبادات والذكر،.. وبهذا تكون قد ساهمت في بناء أمة إسلامية بإعطائها جيل صالح خالي من العقد النفسية، قادر على تحمل المسئولية ورفع راية الإسلام.


الفصل الأول

أحكام تتعلّق بالمولود

(1) التأذين والإقامة في أذني المولود:

من السنن التي علمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، التأذين في أذن المولود اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى: عن أبى رافع قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن على حين ولدته فاطمة.

حقا إنها سنة عظيمة حينما يستهل الطفل إلى الدنيا، ويتنسم نسائم الحياة يقرع أذنيه كلمات التوحيد لله عز وجل ولفظ الجلالة.

يقول ابن القيم في كتابه تحفة المودود بأحكام المولود:

أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلمات النداء العلوي المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا،؟ يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها، وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه، وتأثره به وإن لم يشعر، مع ما في ذلك من فائدة أخرى: وهي هروب الشيطان من كلمات الأذان، وهو كان يرصده حتى يولد فيسمع شيطانه ما يضعفه ويغيظه أول أوقات تعلقه به .

وفيه معنى آخر وهو أن تكون دعوته إلى الله وإلى دينه الإسلام وإلى عبادته سابقة على دعوة الشيطان، كما كانت فطرة الله التي فطر الناس عليها سابقة على تغيير الشيطان لها ونقله منها إلى غير ذلك من الحكم. اهـ.

(2) تحنيك المولود عند الولادة:

يستحب للمولود عند ولادته، (التحنيك): هو مضغ التمرة وذلك حنك المولود بها، وذلك بوضع جزء من الممضوغ على الأصبع وإدخال الأصبع في فم المولود، ثم تحريكه يميناً وشمالاً بحركة لطيفة حتى يبلغ الفم كله بالمادة الممضوغة، وإن لم يتيسر التمر فليكن التحنيك بأية مادة حلوة كالعقود أو رائب السكر الممزوج بماء الزهر، تطبيقاً للسُنَّة واقتداء بفعله صلى الله عليه وسلم .

ولعل الحكمة منه تقوية عضلات الفم بحركة اللسان مع الحنك مع الفكين بالتلمظ حتى يتهيأ المولود للقم الثدي،وامتصاص اللبن بشكل قوي وحالة طبيعية،ومن الأفضل أن يقوم بعملية التحنيك من يتصف بالتقوى والصلاح تبركاً به وتيمناً بصلاح المولود وتقواه.اهـ(تربية الأولاد في الإسلام ص71).

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسمّاه إبراهيم وحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إلي [رواه الشيخان]

وعن أنس رضي الله عنه قال: كان ابن لأبي طلحة يشتكي، فخرج أبو طلحة فقبض الصبي، فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل الصبي؟ قالت أم سليم: هو أسكن ما كان، فقربت إليه العشاء فتعشى، ثم أصاب، فلما فرغ قالت: وار الصبي (أي قم على دفنه)، فلما أصبح أبو طلحة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره قال: " أعرستن الليلة؟ " قال: نعم، قال: " اللهم بارك لهما "، فولدت غلاماً، فقال لي أبو طلحة: احمله حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم وبعث معه بتمرات فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم أخذها من فيه فجعلها في فيّ الصبي ثم حنكه وسماه عبد الله.

وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: حملت بعبد الله بن الزبير بمكة فأتيت المدينة فنزلت قباء، فولدت بقباء، ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه، في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حنك بالتمرة، ثم دعا لي وبارك فيه [رواه الشيخان]

(3) حلق رأس المولود يوم سابعه:

يستحب حلق رأس المولود يوم السابع والتصدق بوزن شعره ذهب أو فضة روي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: وزنت فاطمة رضي الله عنها شعر حسن وحسين وزينب وأم كلثوم فتصدقت بزنة ذلك فضة .

والحكمة في ذلك تتعلق بشيئين:

(1) حكمة صحية:

لأن في إزالة شعر رأس المولود تقوية له، وفتح مسام الرأس، وتقوية كذلك لحاسة البصر والشم والسمع.

(2) حكمة اجتماعية:

لأنّ التصدق بوزن شعره فضة، ينبوع آخر من ينابيع التكامل الإجتماعي وفي ذلك قضاء على الفقر، وتحقيق لظاهرة التعاون والتراحم والتكافل في ربوع المجتمع اهـ.

(4) تسمية المولود:

يستحب تسمية المولود في اليوم السابع لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال" كل غلام مرهون بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه ويسمى ويحلق رأسه"

ولا حرج إذا سمي المولود يوم ولادته، لحديث أنس رضي الله عنه أنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم " [رواه مسلم] وعن سهل بن سعد الساعدي قال: أتي بالمنذر بن أبي أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد، فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم على فخذه وأبوه أسيد جالس، فلهى النبي بشيء بين يديه، فأمر"أبو أسيد بابنه فاحتمل من على فخذ النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أين الصبي؟ " فقال أبو أسيد: قلبناه يا رسول الله فقال: ما اسمه؟ " قال: فلان. قال: " لا، ولكنه المنذر " [رواه الشيخان].

ولقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على اختيار أحسن الأسماء وأجملها، لما صح عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وبأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم " [رواه أبو داود]

وعن ابن عمي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن أحب أسمائكم إلى الله عز وجل: عبد الله وعبد الرحمن " [رواه مسلم]

وعن أبي وهب الجشمي الصحابي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" تسمّوا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله تعالى: عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها: حارث وهمام وأقبحها: حرب ومرة " [رواه أبو داود والنسائي وغيرهما]

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الأسماء القبيحة .

اعداد ام ابراهيم

(الهام محمد ابراهيم)





عبير الإسلام

عدد المساهمات : 1216
تاريخ التسجيل : 16/04/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى