منتديات الدعوة السلفية في الجزائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، عزيزي الزائر يشرفنا أن تكون عضو بيننا في " منتدى الدعوة السلفية في الجزائر "

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدعوة السلفية في الجزائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، عزيزي الزائر يشرفنا أن تكون عضو بيننا في " منتدى الدعوة السلفية في الجزائر "
منتديات الدعوة السلفية في الجزائر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فَضْلُ أُمِّ المؤمنين عائشةَ (رضي الله عنها وأرضاها) (04): شَأْنُهَا في مَرَضِ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) ووَفَاتِهِ

اذهب الى الأسفل

فَضْلُ أُمِّ المؤمنين عائشةَ (رضي الله عنها وأرضاها) (04): شَأْنُهَا في مَرَضِ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) ووَفَاتِهِ  Empty فَضْلُ أُمِّ المؤمنين عائشةَ (رضي الله عنها وأرضاها) (04): شَأْنُهَا في مَرَضِ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) ووَفَاتِهِ

مُساهمة من طرف عبير الإسلام الخميس نوفمبر 17, 2016 9:31 pm



فَضْلُ أُمِّ المؤمنين عائشةَ (رضي الله عنها وأرضاها) (04): شَأْنُهَا في مَرَضِ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) ووَفَاتِهِ  29298hlmjo

فَضْلُ أُمِّ المؤمنين عائشةَ (رضي الله عنها وأرضاها) (04): شَأْنُهَا في مَرَضِ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) ووَفَاتِهِ  FB_IMG_1439039616642


فَضْلُ أُمِّ المؤمنين عائشةَ (رضي الله عنها وأرضاها) (04) :

شَأْنُهَا في مَرَضِ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) ووَفَاتِهِ




أُلْقِيَتْ يومَ الجمعة 14 ذي القعدة1431هـ الموافق لـ:22 أكتوبر2010م.

لمَّا كانَ حُبُّ أمِّ المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) أَمْرًا واجبًا على كُلِّ أحدٍ، كان لزامًا علينا أن نُذَكِّرَ بفضائلها ونُعَدِّدَ للناس مناقبَهَا، لتزدادَ محبَّتُها في القلوب ويَعْظُمَ ويَثْبُتَ الوَلاَءُ لها في النُّفوس.

وقد تقدَّم معنا في الخُطَبِ الماضية شيءٌ من ذلك، ونزيدُ عليه اليومَ –إن شاء اللهُ تعالى- فضائلَ أخرى ، وهي على الإجمال:

1ـ مواساته(صلى الله عليه وسلم) لعائشة في مرضها بمرضه وفي تألمُّها بتألُّمِه.

2ـ اختيارُه (صلى الله عليه وسلم) أن يُمَرَّضَ في بيتِها.

3ـ وفاتُه(صلى الله عليه وسلم) بين سَحْرِهَا ونَحْرِهَا.

4ـ وفاتُه(صلى الله عليه وسلم) في يومها.

5ـ وفاتُه (صلى الله عليه وسلم) في بيتها.

6ـ دفْنُه (صلى الله عليه وسلم) في بيتها.

7ـ اجتماعُ رِيقِ رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم) وريقِهَا في آخر أنفاسه.

8ـ أنَّ الذي هوَّن على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الموت وخفَّفَ عليه شدَّته كونُ الله تعالى أراهُ عائشةَ زوجةً لهُ في الجنَّة.


فَضْلُ أُمِّ المؤمنين عائشةَ (رضي الله عنها وأرضاها) (04): شَأْنُهَا في مَرَضِ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) ووَفَاتِهِ  Post-25975-1284934336


وهذا بيانها على وجه التّفصيل:


روى أحمد والنّسائي وابن ماجة، من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة (رضي الله عنها): (رجع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مِن جنازةٍ مِن البقيع فوجدني وأنا أَجِدُ صُدَاعًا في رأسي وأنا أقول: "وَارَأْسَاهُ"): [كلمةُ تفجُّعٍ على الرّأس لشدَّةِ ما وقع به من ألمِ الصُّدَاعِ][1]، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ).

هكذا كان رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) يُداعبُ عائشة وهو يشتكي آلامَ المرض، مع ما هو عليه من آلام الصُّدَاع والوجع الّذي أَلمََّ بِِهِِ ، لم يَفْتَأْ يُواسيها ويُظهرُ عظيمَ محبَّتِهِ لها، وكان (صلى الله عليه وسلَّم) يُقابِلُ غَيْرَتَهَا الشّديدة بالتَّبسُّم....

مِن شدَّةِ حُبِّهِ (صلى الله عليه وسلم) لها: أَنَّهُ لمَّا سمعها تقول: (وارأساه) مِن شدَّةِ الوجع وألم الصُّداع، جعلَ(صلى الله عليه وسلم) يقولُ هُوَ أيضًا: (بل أنا وارأساه)؛ فكان يُوافِقُهَا حتَّى بِأَلَمِهَا، (فكأنَّهُ أَخْبَرَهَا بصِدْقِ محبَّتِهَا حتَّى واساها في الألم) [2].


ثمَّ قال (صلى الله عليه وسلم) لعائشةَ: "ذاك لو كان وأنا حيٌّ فأستغفرُ لَكِ وَأَدْعُو لَكِ"، أو قال: "ما ضرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي فكفَّنْتُكِ ثم صَلَّيْتُ عَلَيْكِ ودَفَنْتُكِ"، فقالت عائشة: (واثكلاه)، أو: (واثكلياه)؛ و(هو كلامٌ يجري على ألسنة العرب عند حصول المصيبة، أو توقُّعِهَا) [3] ، فكأنَّها قالت: (وا مصيبتَاهُ).

ثمّ قالت غَيْرَى: (والله إنِّي لأظنُّك تحبُّ موتي ولو كان ذلك لظَلَلْت آخر يومك مُعَرِّساً ببعض أزواجك)، (في بيتي)، (قالت: فَتَبَسَّمَ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) ).

وقولُ رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم): (بل أنا وارَأْسَاهُ)، معناهُ: (دَعِي ذِكْرَ ما تَجِدِينَهُ مِن وَجَعِ رأسك، واشتغلي بي، فإنّكِ لا تموتين في هذه الأيَّام، بل تعيشين بعدي) [4]، عَرَفَ ذلكَ (صلى الله عليه وسلم) بالوحي.

ثمّ قالت عائشةُ –كما جاء في إحدى روايات الحديث المتقدِّمِ-: (ثمَّ بُدِئَ في وَجَعِهِ الّذي مات فيه (صلى الله عليه و سلم) ).

فهذه القصَّة والمحاورةُ: (كانت في ابتداء مرضه (صلى الله عليه وسلم) وقد استمرَّ يُصلِّي بهم وهو مريض ويدور على نسائه حتَّى عجز عن ذلك وانقطع في بيت عائشة) [5]، وأَمَرَ أَبَاهَا أَبَا بكرٍ بأن يُصَلِّيَ بالنّاس ، وفي ذلك أحاديثُ وروايات:

ـ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أنَّ عائشة قالت: (لمَّا ثقل النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) واشتدَّ بِهِ وَجَعُهُ استاذَنَ أزواجَهُ في أن يُمَرَّضَ في بيتي فَأَذِنَّ لَهُ...)الحديث.


ـ وعن عروة عن عائشة، أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يَسألُ في مرضه الّذي مات فيه، يقولُ: أين أنا غداً، أين أنا غداً، يُرِيدُ يومَ عائشة، فأذنَ لهُ أزواجُهُ يكونُ حيثُ شاءَ، فكان في بيت عائشة، حتَّى مات عندها. قالت عائشة: فمات في اليوم الّذي كان يدُورُ عَلَيَّ فِيهِ...الحديث.

ـ وفي رواية: (إنْ كَانَ لَيَتَفَقَّدُ في مرضه ، يقولُ: أين أنا اليوم، أين أنا غداً، اسْتِبْطَاءً ليوم عائشة....).

ـ وفي حديث هشام بن عروة، أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لمَّا كان في مرضه يدور في نسائه ويقول: أين أنا غداً، أين أنا غداً، حِرْصاً عَلَى بَيْتِ عائشة... [6]


قال ابن عقيل: (انظر كيف اختار لمرضه بَيْتَ البنت واخْتَارَ لموضِعِهِ منَ الصَّلاة الأَبَ [يعني عائشةَ وأَبَاهَا]، فما هذه الغَفْلَةُ المستحوِذَةُ على قلوب الرَّافضة، عن هذا الفضل والمنزلة الّتي لا تكاد تخفى عن البَهيم فضلاً عن النَّاطق) [7] .

ـ وروى ذكوانُ مولى عائشة، أنَّ عائشة كانت تقولُ:

(إنَّ مِنْ نِعَمِ اللهِ عَلَيَّ أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تُوُفِّيَ في بيتي ويَوْمِي وبَيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي 66]السَّحْرُ والنَّحْرُ: الرِّئة وأعلى الصَّدر وما يتعلَّق بالحُلْقُوم] وأنَّ اللهَ جَمَعَ بين رِيقِي ورِيقِهِ عند موته).

وقالت:

(دخل عليَّ عبد الرحمن وبيده سواك وأنا مُسْنِدَة ٌ رسولَ الله (صلى الله عليه وسلم) فرأيتُهُ يَنظُرُ إليَّ وعرفْتُ أنَّهُ يُحِبُّ السِّواكَ، فقلتُ: آخُذُهُ لك. فأشار برأسه أن نعم، فتناولتُهُ فاشتدَّ عليه، فقلتُ: أُلَيِّنُهُ لَكَ، فأشار برأسه أن نعم، فَلَيَّنْتُهُ، فَأَمَرَّهُ f0066] السِّواكَ في فمِهِ] وبين يديه رِكْوَةٌ... فيها ماء فجعل يدخلُ يديه في الماء فيمسح بها وجهه، يقولُ: "لا إله إلا الله، إنَّ للموت سكراتٍ"، ثمَّ نَصَبَ يده، فجعل يقولُ: "في الرَّفيق الأعلىحتَّى قُبِضَ، فمالت يدُهُ (صلى الله عليه وسلم).

ـ ومن حديث عبد الرّحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت:

دخل عبد الرّحمن بن أبي بكر على النَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم) وأنا مُسْنِدَتُهُ إلى صدري ومع عبد الرّحمن سواك رَطْبٌ يَسْتَنُّ به فَأَبَّدَهُ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) بَصَرَهُ، فأخذتُ السِّواك فقَضَمْتُهُ وطيَّبْتُهُ، ثمّ دفعتُهُ إلى النَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم) فاسْتَنَّ بِهِ فما رأيتُ رسولَ الله(صلى الله عليه وسلم)اسْتَنَّ اسْتِنَاناً أَحْسَنَ مِنْهُ، فما عدا أن فرغ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) رَفَعَ يَدَهُ أو إصبعه، ثمّ قال: "في الرَّفيق الأعلى" ثلاثاً، ثمّ قَضَى(أي: توفِّيَ).

وكانت تقولُ: (مات بين حَاقِنَتِي وذَاقِنَتِي...) [8]

وتقولُ: (الحمدُ لله الّذي جَمَعَ بين رِيقِي ورِيقِهِ في آخرِ يومٍ مِن الدُّنيا) [9].


وهُنا شيءٌ مهمٌّ لا بدَّ من ذكره وبيانِه:

وهو أنَّ رسولَ الله (صلى الله عليه وسلم) كان قد سُمَّ عامَ خيبر في السّنة السّابعة، وذلك أنّ يهوديةً سَمَّتْ شَاةً وأَهْدَتْهَا للنَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم) وقرَّبَتْهَا لَهُ فأكل منها هو وبعضُ أصحابه، وكان ذلك السُّمُّ قاتلاً، فمَن أكله مات على الفور...مات بعضُ أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وحفظ الله تعالى نبيَّه فلم يقتله السُّمُّ معجزةً لهُ (صلى الله عليه وسلم)، والحالُ أنّ السُّمَّ القاتلَ لا يزالُ في جوفه (صلى الله عليه وسلم)، إلاَّ أنَّ اللهَ تعالى مَنَعَ أَثَرَهُ عن نبيِّهِ، غيرَ آلاَمٍ وأوجاعٍ كانتْ تَعْتَرِي رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) من حينٍ لآخَر، وهذا الحادِثُ لم يكن خافيًا على الصّحابة وقد رواهُ كُلٌّ من كعب بن مالك عن أمِّ مبشر[10] وجابر وأبو هريرة وأنس بن مالك خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، كما رَوَتْهُ عائشةُ:

ففي رواية أبي هريرةَ:

قال (صلى الله عليه وسلم): (ما زالت أَكْلَةُ خَيْبَر تُعَاوِدُنِي كلّ عامٍ حتَّى كان هذا أَوَانُ قَطْعِ أَبْهَرِي) [11]، (ما زالت أَكْلَةُ خيبر) أي: اللُّقْمة الّتي أكلها من الشّاةِ المسمومة (تُعَاوِدُنِي) أي: تُرَاجِعُنِي في (كلِّ عامٍ) أي: يُراجِعُنِي الأَلَمُ فَأَجِدُهُ في جَوْفِي كلَّ عام (حتَّى كان هذا أَوَانُ قَطْعِ أَبْهَرِي) ، عِرْقٌ في الصُّلب أو الذِّراع أو القلب إذا انقطعَ ماتَ صاحبُهُ[12].


وفي رواية أنسٍ:

(أنَّ امرأة يهودية أَتَتْ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)بشاةٍ مسمومةٍ فأكل منها فجيءَ بها إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسألها عن ذلك، فقالت: أردت لأَقْتُلَكَ. فقال: ما كان اللهُ ليسلِّطَكِ عَلَى ذَلِكَ، أو قال: عليَّ. فقالوا: ألا نقتلها، قال: لا. فما زِلْتُ أَعْرِفُهَا في لَهَوَاتِ رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم). رواه البخاري وغيره.

(ومُرَادُ أنسٍ أنَّهُ (صلى الله عليه وسلم) كان يَعْتَرِيهِ المَرَضُ مِنْ تِلْكَ الأَكْلَةِ أَحْيَانًا، وهو موافقٌ لقولهِ(صلى الله عليه وسلم) في حديث عائشة) [13]:

(يا عائشةُ! ما أزال أَجِدُ أَلَمَ الطَّعام الّذي أَكَلْتُ بخيبر، فهذا أَوَانُ وجدتُ انقطاع أَبْهَرِي مِن ذلك السُّمّ) [14].


والمقصودُ أنَّ النبيَّ(صلى الله عليه وسلم) ذكرَ أنَّ الأَكلة التّي أَكَلَ من الشّاة الّتي سمَّتْ لَهُ بخيبر قد حضرَهُ أَوَانُها، وأنّ الله تعالى: (نَقَضَ عليه سُمَّ الشّاة ليجمع إلى منصب النُّبُوَّةِ منصبَ الشَّهادة)، ولا تَفُوتُهُ مكرمَتُها[15]....

عاش (صلى الله عليه وسلم) بعد حادثةِ السُّمِّ ثلاثَ سنين حتّى كان وجعُهُ الّذي قُبِضَ فيه، وجعل يقولُ: ما زلتُ أَجِدُ أَلَمَ الأَكْلة الّتي أكلتُها بخيبر، حتىّ كان هذا أوان انقطاع أَبْهَرِي.


وبعد هذا كلِّهِ يقول الرّافضة الأشرار: إنَّ عائشة هي الّتي سَمَّت رسولَ الله! وهي التّي قَتَلَتْهُ! وسحَرَتْهُ!!، فما أكذبهم وما أعظم بُهتانهم، وليس في الطَّوائف أكذبُ مِن طائفة الرّافضة، وليس في الطوائف أحمق مِن هذه الطّائفة، وكلّ دَاءٍ يُرجى له دواء، إلاَّ داءُ الرَّفْضِ، الّذي يقولون عنه(تلطُّفًا): التّشيُّع، بل هو الرَّفضُ ومعاندةُ الإسلام.

لقد كانت عائشةُ (رضي الله عنها) تتمنَّى حياةَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وتتمنَّى أن لا يُفارقها وأن لا تفارقهُ، وكانت ترجو وتطمعُ إن هو (صلى الله عليه وسلم) خُيِّرَ في البقاء! أن يختارَ البقاء مع أهله ومع أحبِّهِمْ إليه عائشة.


- عن عائشةَ(رضي الله عنها) قالت:

أُغْمِيَ عَلَى رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم) ورأسُهُ في حجري، فَجَعَلْتُ أَمْسَحُهُ وَأَدْعُو لَهُ بالشِّفاء [فكانت ترجو أن يُعافيَهُ اللهُ تعالى فيرجعَ صحيحًا كما كانَ]، فلمَّا أفاق قال (صلى الله عليه وسلم): "لا، بَلْ أسألُ الله الرَّفيقَ الأعلى، مع جبريل وميكائيل وإسرافيل"[16] .


ـ وعنها-أيضًا- قالت:

كان النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم) يقولُ وهو صحيحٌ [أي: غير مريض]: (إنّه لم يُقبض نبيٌ حتّى يُرى مقعدُه من الجنة، ثمّ يُخيّر).

فلمّا نُزِلَ بِهِ- ورأسُهُ على فخذي- غُشِيَ عَلَيْهِ، ثمّ أفاق، فأَشْخَصَ بَصَرَهُ إلى سَقْفِ البيت، ثمّ قال: "اللّهمّ! الرّفيق الأعلى".

فقلتُ: إذن لا يَخْتَارُنَا،[وكانتْ طَمِعَتْ أن يختارَ البقاءَ معها ومع أهلِهِ وأحبابِهِ] وعَرَفْتُ أنه الحديثُ الّذي كان يُحَدِّثُنا وهو صحيح.

قالت: فكان آخر كلمةٍ تكلَّمَ بها: "اللّهمّ! الرّفيق الأعلى"[17].


فَضْلُ أُمِّ المؤمنين عائشةَ (رضي الله عنها وأرضاها) (04): شَأْنُهَا في مَرَضِ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) ووَفَاتِهِ  Post-25975-1284931921


الخطبة الثّانية:

مِن فضائل عائشةَ (رضي الله عنها) ما صحَّ عن النَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم)مِن كونها في الجنَّةِ معه زوجةً لَهُ:


قال(صلى الله عليه وسلم): "أَمَا تَرْضَيْنَ أن تكوني زوجتي في الدُّنيا والآخرة؟ قلتُ: بلى. قال: فأنتِ زوجتي في الدُّنيا والآخرة" [18].

وقال لها: "إنَّهُ لَيُهَوِّنُ عَلَيَّ الموت أن أُرِيتُكَ زوجتي في الجنَّة"[19].


وكونُهَا(رضي الله عنها) زوجتَهُ في الدُّنيا والآخرة لم يكن خافيًا على الصّحابة ، فهذا عمَّارُ بن ياسر(رضي الله عنه) يقول -كما رواه البخاري-: (إنِّي لأعلم أنَّها زوجتُهُ في الدُّنيا والآخرة).

وجاء عن عمّار –أيضًا- (أنّه كانَ يحلفُ بالله أنَّها زوجته (صلى الله عليه وسلم) في الدُّنيا والآخرة). قال ابن التين في حديث البخاري: "فيه أنَّهُ قَطَعَ لها بالجنَّة إذا لا يقولُ ذلك إلاَّ بتوقيف".

وشهد لها بذلك –أيضًا- ابنُ عبّاسٍ ، فقد جاءها ودخل عليها في مرضها وهي تموت، فقال لها: (يا أمَّ المؤمنين تَقْدُمِينَ عَلَى فَرَطِ صِدْقٍ عَلَى رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم) وعلى أبي بكر). أخرجه البخاري.

فالقطعُ لها بالجنَّة جاء عن النَّبيِّ(صلى الله عليه وسلم) وعَلِمَهُ الصَّحابةُ الأخيار.

وبعد هذا كلِّهِ يقول الرّافضةُ الأشرار: إنَّ عائشةَ في الَّنار- لُعِنُوا بما قالوا-، بلْ هي في الجنّة ، زوجةٌ للرّسول (صلى الله عليه وسلم)، وما خَفَّ على رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم) الموتُ وهانت عليه شدَّتُهُ، إلاَّ لما جاءته البِشارة بأنَّ محبوبتَهُ في الدُّنيا ستكُونُ معهُ في الجنَّة.


اللّهم وَفِّقْنَا لِحُبِّ أمِّنَا عائشةَ، وحُبِّ مَنْ وَالاَهَا وبُغْضِ مَنْ عَادَاهَا.

أقول قولي هذا وأستغفرُ الله......

الخطيب:


سمير سمراد وفّقه الله

===========================================

[1] - "فتح الباري"لابن حجر.

[2] - "الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصّحابة"للبدر الزّركشي(ص:52-53).

[3] - "فتح الباري"لابن حجر، و"حاشية السِّندي على البخاري".

[4] - "فتح الباري"لابن حجر، و"حاشية السِّندي على البخاري".

[5] - "فتح الباري"لابن حجر.

[6] - انظر هذه الأحاديث والرِّوايات في : "الجمع بين الصحيحين".

[7] - "الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصّحابة"للبدر الزّركشي(ص:30).

[8] - انظر هذه الأحاديث في: "الجمع بين الصحيحين".

[9] - "سير"الذّهبي(2/189).

[10] - "صحيح أبي داود(4513).

[11] - "صحيح الجامع"(رقم : 5629).

[12] - "التّيسير"للمناوي.

[13] - قاله ابن حجر في "الفتح".

[14] - "صحيح الجامع" (رقم : 7929).

[15] - "التّيسير"للمناوي.

[16] - "صحيح موارد الظّمآن"(رقم:1806).

[17] - رواه البخاري(4463)- واللّفظ له-، و(4437)، ومسلم(7/137- 138). انظر: "الصّحيحة"(3580).

[18] - "الصّحيحة" (2255).

[19] - "الصّحيحة" (2867).






عبير الإسلام

عدد المساهمات : 1216
تاريخ التسجيل : 16/04/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى