منتديات الدعوة السلفية في الجزائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، عزيزي الزائر يشرفنا أن تكون عضو بيننا في " منتدى الدعوة السلفية في الجزائر "

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدعوة السلفية في الجزائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، عزيزي الزائر يشرفنا أن تكون عضو بيننا في " منتدى الدعوة السلفية في الجزائر "
منتديات الدعوة السلفية في الجزائر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فَاقِدُ الشَّيْءِ لاَيُعْطِيهِ...

اذهب الى الأسفل

فَاقِدُ الشَّيْءِ لاَيُعْطِيهِ... Empty فَاقِدُ الشَّيْءِ لاَيُعْطِيهِ...

مُساهمة من طرف عبير الإسلام الثلاثاء يوليو 11, 2017 10:04 pm



فَاقِدُ الشَّيْءِ لاَيُعْطِيهِ... I_98b410


فَاقِدُ الشَّيْءِ لاَيُعْطِيهِ... Ii_oay10


فَاقِدُ الشَّيْءِ لاَيُعْطِيهِ...

تفسير المبتدئين من أختكم : بهية صابرين.


قِيَلَ في الحكمة المتداولة : " فَاقِدُ الشَّيْءِ لاَيُعْطِيهِ "...والنّاسُ ذهبوا فيها إلى كثير من التّفسيرات ..منهم مَن أصاب كبد الحقيقة..فيما أعلم ظاهر الحكمة على حسب رأيي..ومنهم مَن أصاب بعض الحقيقة..ومنهم مَن حاد عن التّفسير الحقيقي لها حين قالوا: أعتقد ان هذه المقوله فيها من الخطا الشئ الكثير . مثال : شخص فاقد للحنان ويرى مَن هو بحاجة لهذا الحنان من الماكد سوف يراف به ويحاول ان يبين له الحنان ويهبه ما فقد وهو بنفس الوقت فاقد لهذا الحنان ، مما بعني ان فاقد الشئ يعطيه ببذخ ،
الانسان بطبيعته معطاء وان لم يكن يملك ليعطي سيتمنى انه يملك ليعطي وما بالك اذا كان فاقده انا من رايي سيعطيه ببذخ ربما لانه لم يحس ولا يعرف قيمته او لانه يعرف قيمة فقدانه لذلك سيعطيه بصدر رحب وبذخ

فقلتُ مستعينًا بالله:

المشكلة لاتكمن في المَقُولة في حدّ ذاتها...وهي واضحة في معناها..وفي مغزاها وما تذهب إليه...سواء عند أهل اللّغة أو أهل الإختصاص في أمر ما. إنّما تكمن المشكلة في عدم فهم المَقُولة...وقد يفسّرها البعض بأفكار بعيدة عن المنطق الذي يتقبّله كلّ النّاس.
والمنطق كما تعلمون يرفض أن يكون رقم 4 نتيجة 1+1 أو 1+2 ،لأنّ النتيجة المنطقيّة التي تعارف عليها الناس رياضيًا وحسابيًّا هي 2 بالنسبة لجمع عدد 1 مع 1 ، أو نتيجة 3 بالنسبة لجمع 1 مع 2. ولاأحد يستطيع مخالفة هذا النّظام الحسابي..وإلاّ اعتبر حسابه غير منطقي.

هكذا بالنّسبة للمقولة المشهورة...فرغم اختلاف أفكار الناس وتصوّراتهم إلاّ أنّهم يتّفقون على أنّ فقد الشيء معناه أنّه يصبح لا وجود له ، ولايمكن أن يستمدّه آخرون من شخص يفقده ولايملكه. فالفاقد لشيء يعني أنّه لايمتلك عناصره..فهل من المنطقي أن يعطي غيره شيئًا لاوجود له. والإستدلال بالعاطفة والحنان استدلال باطلٌ لأنّ العواطف لايمكن أن تنفذ من بني آدم والله خلقهم بها فطريّة ، ولاأحد يفقدها وهو يعيش بها في كلّ حياته سواء أعطاها أو مُنِحَت له.

والفاقد للحنان هو ليس فاقد لشيء لا يتكاثر عند الإنسانيّة...فالإنسان بطبعه إن لم يأخذ حنانًا ، فإنّه قد خُلِق بحنانٍ لايماثل الّذي فقده ...وشخصيته تختلف عن شخصية الذي منعه الحنان.

وعلى هذا لايمكن أن نستدلّ بفقدان الحنان في موضعٍ يتطلّب التفكير بمنطق يقبله كلّ الناس ويتّفق عليه علميًّا وفكريًّا . فالّذي يفقد العلم لايمكن أن يعلّم النّاس..والذي يفقد الدّليل لايمكنه أن يقنع الناس بجدوى ما يذهب إليه من نظريات. والذي يفقد سيارة لايمكن أن تعطيه راحة يسير بها وهو على رجليه. وهكذا ، الّذي يفقد جوابًا لايمكنه أن يردّ على سؤال .والذي يفقد امرأة لايمكنه أن يحصل على ولد ، والذي يفقد حِبْرًا لايمكن أن يكتب قلمه .........

والعِبرة بلفظ "الفقد" التي تعني لايوجد شيء...ونقيضها "الوجود" الذي يعني أنّ الأمر ممكن الحصول على نتيجة منه. أسأل الله أن يعلّمنا وأن ينفعنا بما علّمنا وأن يزيدنا علما وفقهًا نستمدّ منه سعادة توصلنا إلى برّ النّجاة في الدنيا والآخرة.

ثمّ استطردت متدخّلة بالقول: فاقد الشيء أحسن واحد يعطيه...فأجبتها قائلاً : يعطيه إذا كان يملكه لكن المقولة تقول: أنّه يفقده ولا يملكه...ركّزوا جيّدا في المقولة ومعناها بارك الله فيكم ..والحنان أمر جِبِلِّي فطري يملكه كلّ إنسان حتّى وإن لم يعطه إيّاه الوالدان...والمقولة لاتعني مثل هذا الأمر .ويمكن أن نبسّطها أكثر : حين نقول أنّ التُّربة التي لانغرس فيها بُذورًا لايمكن أن تُنتج محصولاً..والأصل في الإنتاج هو وجود البذور..وبفقدها يستحيل أن نحصل على منتوج موجود.
والفاقد للعلم لايمكن أن يكون عالمًا (بغضّ النظر عن كونه تحصّل عليه بالطريقة الأكاديميّة أو كان عصاميًّا في طلب العلم) ، والّذي لايعلم أمرًا معيّنًا يستحيل أن ينفع به غيره وهو يجهله ويفقد المعلومات عنه .
والحاصل: أنّ فاقد الشيء الّذي لايملكه لايحصل له الإنتفاع به...وبالتّالي يستحيل أن يبلّغه لغيره مع تعذّر وجوده عنده.

وبمعنى آخر ، قد نفهم المقولة على شقّين : الشّق الأول : فَاقِدُ الشيء لايعطيه : بمعنى : لا يستفيد و لاينتفع به الشخص لنفسه وهو يفقده ، والشق الثاني : فاقد الشيء لايُعطيه : بمعنى أنّه لايمكن للشخص الّذي فقد الشيء أن ينفع به غيره. وفي كلتا الحالتين يستحيل على الشخص أن يستخدم شيئًا لايملكه ولايمكنه السيطرة عليه وهو يفقده، وبالتالي لايمكنه أن يوصله إلى غيره نفعًا واستفادةً.

ثمّ علّقت متدخّلة أخري بالقول: " الإنسان الحزين غير قادر على إعطاء السعادة..إلاّ أن كانت مصطنعة..

فقلتُ لها:" الإنسان الحزين ،يمكن أن يكون أكثر الناس إسعادًا لغيره..ويمكنه أن يعطي السعادة والفرح وكلّ أمر إيجابي لغيره...رغم أنّه لايشعر بها...فالإنفعالات الشعورية مثل الحزن والفرح والإكتئاب والغضب وغيرها هي أمور يمكن لشخص أن يحقّقها لغيره إذا مارس سلوكات إمّا تنتج الإنفعال الإيجابي..أو الإنفعال السلبي على حسب موقف ذلك الشخص ، وليس ذلك له دخل مع فقدان ذلك الإنفعال أو وجوده في مشاعر الشخص الذي يبذل للناس أسباب السعادة أو يسبّب لهم المتاعب والتّعاسة.

فالأمر يتعلّق هنا بـشخصية الفرد ومدى تجاوبه مع القِيَم الإنسانيّة الرّفيعة...قد يكون هناك شخص هو أتعس إنسان في الوجود ...بشعوره القاصر عن أسباب السّعادة الحقيقيّة ، لكنّه حين يحمل مبادىء الخير وبتحديد هويّته أنّه مسلم يأخذ من تعاليم الإسلام الداعية إلى كلّ فضيلة تسعد الإنسانيّة وترفع من معنوياتها...قد يساهم في زرع الفرحة في قلوب الناس بمجرّد فعل خير ونشاط إيجابي يبني به المجتمع ، وإن كان هو أفقر الناس مالاً وأتعسهم شعورًا.

فهنا ، هذه المبادرات التي تسعد الغير لايعني أنّ صاحبها عندما يفقد الشعور بها ، لايمكنه أن يبذلها ...بل بالعكس عندما يقوى إيمانه بأنّ المعطي هو الله ، يكون هو أكثر عطاءً لخلقه والله يعوّضه ما يفقد ، لكن المقولة لايُقصد بها هذه المعاني والتّصوّرات ..وإنّما يقصد بها أمورا لايستطيع الشخص إعطاؤها أبدًا عند فقدانها لأنّه لم ينتفع بها هو أساسًا مثل العلم والأمور المادية التي يفقدها الشخص تمامًا وليس له أدنى شيء منها في السيطرة والتّحكّم والتّملّك.

ثمّ قال متدخّل : " من وجهة نظري أطلقت علي فاقد الشئ المكتسب مثل التعليم والحرفية المهنية ، وما يندرج تحت الاكتساب "، ورأيتُ هذا الكلام أقرب إلى الصواب والله أعلم، لأنّ الشخص في إيصاله إلى غيره معلومات أو أيّ شيء مادي أو معنوي غير قابل للنّماء حيث أنّه يفقد عناصره في نفسه ،لايمكنه أن ينتفع به هو..فضلاً عن أن ينفع به غيره....

والفاقِد للشيء...لايعطيه ...ما يكون إثباتًا قويًّا على أنّه لايملكه ..وبالتّالي..لايمكن أن يستفيد منه حتّى يفيد غيره...


محاولات بهية صابرين.. في تفسير حكمة "الفقد لايعني الإمتلاك لأمر غير موجود "..بإضافة بعض فوائد المتدخّلين.

الثلاثاء 17 شوال 1438 هـ الموافق لـ 11 يوليو 2017 م






عبير الإسلام

عدد المساهمات : 1216
تاريخ التسجيل : 16/04/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى