منتديات الدعوة السلفية في الجزائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، عزيزي الزائر يشرفنا أن تكون عضو بيننا في " منتدى الدعوة السلفية في الجزائر "

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدعوة السلفية في الجزائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، عزيزي الزائر يشرفنا أن تكون عضو بيننا في " منتدى الدعوة السلفية في الجزائر "
منتديات الدعوة السلفية في الجزائر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قَوَاعِد فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَات.

اذهب الى الأسفل

قَوَاعِد فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَات. Empty قَوَاعِد فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَات.

مُساهمة من طرف عبير الإسلام الخميس ديسمبر 27, 2018 9:46 pm




قَوَاعِد فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَات. 36edb210


قَوَاعِد فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَات. Aic_ao10


قَوَاعِد فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَات. 010



قَوَاعِد فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَات

الحمد لله ربِّ العالمين ، وأشهد أن لا إلـٰه إلَّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

اللهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزدنا علمًا ، وأصلح لنا شأننا كلّه ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. أمّا بعد :

فهذا الحديث عن «فقه توحيد الأسماء والصفات»، والحديث عن فقه توحيد الأسماء والصفات لا يكفي فيه جلسة واحدة بل يحتاج إلى وقت وطول عناية، ولكن أشير إلى جملةٍ من القواعد المهمة التي تعين طالب العلم وتعين طالبة العلم على حُسن الفهم والسلامة من الزلل، لأنّ القواعد والأصول من فائدتها العظيمة: ضبط العلوم وإتقانها والسلامة أيضًا فيها من العِثار، وأهل العلم رحمهم الله تعالى ذكروا في هذا الباب -باب الأسماء والصفات- جملةً من القواعد العظيمة المهمة النافعة لطالب العلم في هذا الباب، وممّن جمع في هذه القواعد فأحسن الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه «بدائع الفوائد» أفرد فصلًا عظيم النفع في ذكر جملة من القواعد في باب الأسماء والصفات، وكذلك الإمام الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله عليه . وهنا أشير إلى بعض هذه القواعد بحسب ما يسمح به الوقت المقرر للقائنا هذا، وأسأل الله عز وجل لنا أجمعين أن يمدنا بعونه وتوفيقه وتسديده .

-فمن جملة قواعد الأسماء والصفات العظيمة: أنّ أسماء الله وصفاته توقيفية ، أي لابد أن يُتوقف في إثباتها على الدليل، كتاب الله عز وجل وسُنّة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، فإذا قام الدليل على ثبوت الاسم أو ثبوت الصفة أُثبتت، وإلاّ فإنّ العبد ليس له أن يثبت ولا أيضًا أن ينفي إلاّ بدليل، فإن لم يفعل ذلك يكون قَفَا ما ليس له به علم والله يقول: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ }[الإسراء:36]، ويكون أيضًا قال على الله بلاعلم والله تبارك وتعالى يقول: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[الأعراف:33] .

-ومن القواعد المهمة في هذا الباب العظيم: أنّ أسماء الله تبارك وتعالى كلها حسنى ، وقد وصفها جل وعلا بذلك في أربعة مواطن من القرآن الكريم، وهذه قاعدة مهمّة في هذا الباب، فليس في أسماء الله تبارك وتعالى إلاّ ما هذا وصفه، فكلّها حسنى، ومعنى ذلك أي: أنّها بالغة في الحسن غايته وتمامه وكماله ، فهي دالّة على صفات كمال، فلو لم تكن دالّة على صفات لم تكن حسنى، ولو كانت دالّة على صفات ليست بصفات كمال لم تكن حسنى، فهي حسنى لكونها دالّة على صفات كمال ونعوت جلال لله سبحانه وتعالى.

ومن القواعد المهمة في هذا الباب: أنّ أسماء الله تبارك وتعالى وصفاته ليست محصورة في عدد معيَّن نعلمه
، وقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ)) لا يدلّ على حصرها في هذا العدد، وإنّما قصارى أمر هذا الحديث الدلالة على أن من شأن هذه الأسماء الذي هذا عددها أن من أحصاها دخل الجنة ، وقد دلت أحاديث أخرى ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم على عدم الحصر في هذا العدد ، كقول النبي عليه الصلاة والسلام في دعاء الهم : ((أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ)) فأفاد أن من أسماء الله تبارك وتعالى أسماءً استأثر الله سبحانه وتعالى بها في علم الغيب عنده جل في علاه .

-ومن القواعد في هذا الباب العظيم: أنّ صفات الله تبارك وتعالى على قسمين ذاتية وفعلية ، وكذلك الشأن في الأسماء الحسنى فيما دلّت عليه من الصفات، فأسماء الله تبارك وتعالى الحسنى منها أسماء دالة على صفات ذاتية ، ومنها أسماء دالة على صفات فعلية .

1.والصفات منها صفات ذاتية: وهي الصفات التي لا تنفك عن الذات كالسمع والبصر والحياة واليد والوجه وغيرها من صفات الله سبحانه وتعالى .

2.والنوع الثاني : صفات فعلية وهي كل صفةٍ متعلقة بالمشيئة، فما كان من الصفات متعلّقات بمشيئة الله وإرادته سبحانه وتعالى فإنّه صفة فعلية ، كالاستواء والنزول والمجيء والرضا والغضب وغيرها من صفات الله تبارك وتعالى .


كذلك من القواعد في باب الأسماء والصفات: أنّ أركان الإيمان بأسماء الله تبارك وتعالى ثلاثة :

1.أن يؤمن بالاسم .

2.وأن يؤمن بالصفة التي دل عليها الاسم .

3.ويؤمن بالمتعلَّق من الآثار .

فمثلا في اسمه تبارك وتعالى العليم نؤمن بأنّ من أسماء الله جل وعلا «العليم»، ومن صفاته «العلم» ، ونؤمن بالأثر أنّه لا تخفى عليه خافية يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن أن لو كان كيف يكون. هذا فيما إذا كان الاسم دالًا على صفة متعديّة. أمّا إذا كان دالًا على صفة لازمة فإنّ الإيمان بالاسم يكون إيمانًا بالاسم وبالصفة التي دل عليها، كـالحيّ في دلالته على صفة الحياة، والأول في دلالته على صفة الأولية ، وهكذا .

-ومن القواعد المهمة في هذا الباب العظيم: أنّ أسماء الله وصفاته ليس فيها نفيًا محضًا، بل كل نفيٍ وُجد في الصفات متضمّنٌ ثبوت كمال ضد المنفي ، إذ إنّ النّفي المحض عَدَم، والعَدَم ليس بشيء فضلًا عن أن يكون باب مدحٍ وثناء. فمثلا قول الله سبحانه وتعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}[الكهف:49] نفي الظلم فيه إثبات كمال العدل لله عز وجل، وقوله جل علا: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا}[البقرة:255] فيه إثبات كمال القدرة والقوة لله سبحانه وتعالى، {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ}[يونس:61] فيه كمال العلم والاطلاع وأنّه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية، {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ}[ق:38] فيه إثبات كمال القوّة لله عز وجل ، وهكذا.

-أيضا من القواعد المهمة في هذا الباب: أنّ طريقة القرآن والسُنَّة في باب الأسماء والصفات الإجمال في النفي والتفصيل في الإثبات، ومن الشواهد على ذلك: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى:11]، أَجْمَلَ في النفي حيث قال جل وعلا: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ }، وفصَّل في الإثبات بقوله سبحانه وتعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، وهذا أبلغ في الثناء والمدح والحمد لله سبحانه وتعالى. وأمّا أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومَن سار سيرهم فإنّهم يفصِّلون في النّفي ويُجمِلون في الإثبات، وهي طريقة باطلة مصادمة لطريقة كتاب الله سبحانه وتعالى وسُنَّة نبيّه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه .

-ومن القواعد العظيمة في هذا الباب: أنّ أسماء الله تبارك وتعالى أعلامٌ وأوصاف، أعلامٌ باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار دلالتها على المعاني، فمثلا «السميع» يدل على صفة السمع و«البصير» يدل على صفة البصر و«العليم» يدل على صفة العلم وهكذا ، فأسماء الله أعلام وأوصاف، أعلام باعتبار الدلالة على الذات، وأوصاف باعتبار الدلالة على المعاني .

وعليه إذا قيل هل أسماء الله مترادفة أو متباينة؟ لا يصح أن يجاب على هذا السؤال بأن يُقال مترادفة ولا أن يُقال متباينة بل لابد من التفصيل، فهي باعتبار دلالتها على الذات مترادفة، وباعتبار دلالتها على الصفات متباينة.

وللتوضيح أكثر لو قال قائل هل الله هو الرحمن؟ ففي الجواب على هذا السؤال لابد من التفصيل يُقال: باعتبار العلَمية التي هي الدلالة على الذّاتنعم الله هو الرحمن، وأمّا بـاعتبار ما دل عليه كلٌ من الاسمين من معنى، فـ: الله يدل على الألوهية والرحمن يدل على الرحمة ، فـأسماء الله تبارك وتعالى باعتبار الدلالة على الذات مترادفة، وباعتبار الدلالة على المعاني متباينة، والوصفية فيها لا تنافي العلَمية .

-أيضًا من القواعد في هذا الباب: أنّ لأسماء الله تبارك وتعالى ثلاث دلالات: دلالة مطابقة، ودلالة تضمن، ودلالة التزام .

1.أما دلالة المطابقة : فهي دلالة اللفظ على كامل معناه .

2.وأمّا دلالة التضمن: فهي دلالة اللفظ على بعض معناه .

3.وأما دلالة الالتزام : فهي دلالة اللفظ على أمرٍ خارج معناه .

ومن أمثلة ذلك اسم الله تبارك وتعالى «العليم»، فهو يدل على الذات وعلى صفة العلم بالمطابقة، يدل عليهما معًا: الذات والعلم بالمطابقة ، ويدل على الذات وحدها بالتضمن ، أو السمع وحده بالتضمن ، ويدل على صفة الحياة باللزوم .

فلأسماء الله ثلاث دلالات : دلالة بالمطابقة وهي دلالة الاسم على كامل المعنى ، ودلالة تضمن وهي دلالة الاسم على بعض المعنى ، ودلالة الالتزام وهي دلالة الاسم على أمر خارج المعنى .

-من القواعد المفيدة في هذا الباب: أنّ اتحاد الاسمين لا يلزم منه اتحاد المسمى
، وهذا أمر معروف ومتقرر، فمثلا الله عز وجل قال عن نفسه: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى:11] وقال عن الإنسان: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}[الإنسان:2]، فهذا الاتحاد في الاسم لا يلزم منه الاتحاد في المسمى، فما دل عليه اسم «السميع» في حق الله وكذلك «البصير» هو الكمال والعظمة، وما دل عليه السميع والبصير في حق المخلوق يتناسب مع حاله وكونه مخلوقًا.

-ومن القواعد الملتحقة بذلك: أنّ الاضافة تقتضي التخصيص، فما يضاف إلى الله تبارك وتعالى من الأسماء والصفات تخصّه وتليق به وبجلاله وكماله سبحانه وتعالى، وما يضاف إلى المخلوق من الأسماء والصفات أيضا تخصّه وتليق بنقصه وكونه مخلوقًا. وما كان لازمًا للصفة باعتبار إضافتها لله ليس لازمًا للصفة باعتبار إضافتها للمخلوق. وهكذا العكس ما يلزم الصفة باعتبار إضافتها للمخلوق ليس لازمًا للصفة باعتبار إضافتها لله سبحانه وتعالى .

-ومن القواعد المفيدة في هذا الباب وهي نافعة في الرد على معطلة الصفات وكذلك معطلة الأسماء لله سبحانه وتعالى: أنّ القول في الصفات كالقول في الذات، والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر، وهاتان القاعدتان نافعتان جدًا في باب الرد على مَن يعطل، فمَن كان يعطِّل الصفات ويُثبت الذات يُقال له القول في الصفات كالقول في الذات، وإن كان يُثبت بعضا وينفي بعضا يُقال فرِّق بين ما أثبته وبين ما نفيته فالباب واحد، وتفرقتك في هذا الباب بإثبات بعض ونفي بعض تفريق بين متماثلات، فـالقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر .

-ومن القواعد في هذا الباب: أن يُحذر في إثبات الأسماء والصفات من أمور أربعة: من التحريف والتعطيل والتكييف والتمثيل، «من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل» ، فيُحذر من هذه الأمور الأربعة.

1.والتّحريف: هو التغيير سواء للألفاظ -ألفاظ الأسماء والصفات- أو لمعانيها، والتّحريف مسلك باطل متلقى عن اليهود حيث وصفهم الله سبحانه وتعالى بذلك قال: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [النساء:46] أي يغيّرون. فـالتحريف في أسماء الله سبحانه وتعالى باطل سواءً كان هذا تغييرًا للفظ أو كان تغييرا للمعنى .

2.وأمّا التّعطيل: فهو النفي والجحد ؛ جحد أسماء الله أو جحد صفاته بإنكارها وعدم إثباتها لله سبحانه وتعالى.

3.وأمّا التّكييف: فمحاولة تعيين كنه الصفة وكيفيتها، وهذا أيضًا باطل لأنّ صفات الله سبحانه وتعالى معلومة من حيث المعنى، وأمّا من حيث الكيفية فإنّها مجهولة ، الله تبارك وتعالى أعلم بكيفيتها، ولهذا قال السلف رحمهم الله تعالى قديمًا في شأن الصفات: «أمِرُّوها كما جاءت بلا كيف» ، لأنّ الكيفية مجهولة وفي قصة الرجل المشهورة الذي دخل على الإمام مالك وقال يا أبا عبد الرحمن {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه:5] كيف استوى؟ قال : «الاستواء معلوم، والكيف مجهول ، الإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة» ، فقول مالك رحمه الله تعالى «الاستواء معلوم» أي معلوم معناه في لغة العرب ، وقوله «الكيف مجهول» : أي كيفية استواء الله سبحانه وتعالى على عرشه لا نعلمها ، لها كيفية يعلمها ربّ العالمين سبحانه وتعالى ، «والإيمان بهذه الصفة واجب» لثبوتها في كتاب الله وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم. «والسؤال عنها بدعة» ؛ فأثبت رحمه الله تعالى المعنى ونفى الكيفية .

4.وأمّا التّمثيل: فهو إثبات الصفة لله تبارك وتعالى على نحو ما المخلوق متّصف به كقول الممثلة "سمع كسمعنا وبصر كبصرنا" تعالى الله عمّا يقولون، وهذا كفر بالله، والله جل وعلا يقول: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}[مريم:65] وهذا استفهام بمعنى النفي استفهام إنكاري أي لا سمي له، ويقول تبارك وتعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى:11]، ويقول جل وعلا: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[الإخلاص:4] ويقول جل وعلا: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ}[النحل:74] ويقول جل وعلا: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا}[البقرة:22] . فالتمثيل باطل والله لا مثل له ولا ند له ولا نظير له ولا مثيل له ؛ تنزه وتقدس سبحانه وتعالى عن ذلك .

وهذه الأمور الأربعة التحريف والتعطيل والتكييف والتمثيل يجمعها وصفٌ واحد وهو الإلحاد ؛ فهي كلها إلحاد والله يقول: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأعراف:180] وهذا فيه تهديد ووعيد لكل مَن يلحد في أسماء الله. والإلحاد في أسماء الله تبارك وتعالى أنواع يجمعها الإلحاد ولكن الطرق التي سلكها كلٌ من أهل البدع مختلفة مثل ما عبَّر ابن القيم رحمه الله قال «فجمعهم الإلحاد وتفرقت بهم طرقه» ؛ فمنهم مَن سلك التعطيل ، ومنهم مَن سلك التحريف ، ومنهم مَن سلك التمثيل ، ومنهم مَن سلك التكييف ، وهكذا .

والقواعد التي ذكرها العلماء رحمهم الله تعالى في هذا الباب كثيرة وأشرت في مقدمة هذا اللقاء إلى جمعٍ نفيس جدًا للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى جاء في ثنايا كتابه «بدائع الفوائد» ، وكثيرًا ما كان أهل العلم يحيلون إلى تلك القواعد لنفاستها وأهميتها وهي عشرين قاعدة ذكرها في موضع واحد، وكنت قديمًا طبعتها مفردةً وأيضا راجعت في إخراجها إلى نسخ عديدة خطية لكتاب «بدائع الفوائد» وأفردت هذه القواعد في رسالة مفردة، وأيضًا لي شرح صوتي عليها. والحاصل هي قواعد جدًا مفيدة في هذا الباب ونافعة، وكذلك الإمام ابن عثيمين رحمة الله عليه في القواعد العظيمة التي جمعها في كتابه النافع «القواعد المثلى» .

وهذه الخلاصة خلاصة عجلة بما يسمح به وقت هذا اللقاء وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى أن يوفقنا أجمعين للعلم النافع والعمل الصالح وأن يهدينا إليه صراطًا مستقيما ، وإن من نعمة الله على عبده وعظيم توفيقه له أن يوفقه لسلوك طريق العلم وحضور مجالسه والعناية به والصبر على تحصيله وتحمل ما يحصل من مشاق أو متاعب في سبيل ذلك ، فهذه من النعم العظيمة نسأل الله لنا أجمعين البركة والتوفيق والمعونة على كل خير إنه تبارك وتعالى سميعٌ قريبٌ مجيب والله تعالى أعلم .  

وصلى الله وسلَّم على عبده ورسوله نبيّنا محمد وآله وصحبه .

صوتية:

https://www.al-badr.net/download/esound/kalimah/qawaid-fil-asmaa-ilhusnaa.mp3


قَوَاعِد فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَات. Sdhshd10




عبير الإسلام

عدد المساهمات : 1216
تاريخ التسجيل : 16/04/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى