عندمَا أَعِي مَن أَكُون...

عندمَا أَعِي مَن أَكُون...

قالوا: "الجهل ليس غياب العلم ولكن رفض اكتسابه والعمل به..."

فقلتُ: العمل بالعلم هو أساس المعرفة وقاعدتها، وهو الثّمرة الّتي يجنيها مَن يتّخذ العلم نبراسه المنير في الحياة. حتّى إذا تمّ العمل به، صار سلوكًا يتحرّك في الجوارح تربيةً وأخلاقًا، وجديّة ونشاط، تحفّز غيره على التّغيير والاستمراريّة، وإن حدث التّعثّر. فلكلّ جواد كبوة، ولكلّ فارس هفوة.
والإنسانُ مَجْبُولٌ على الخطأ، قال النبي صلى الله عليه وسلم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: (إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ)[268].(1).

ولكن صاحب الهِمَّة ومَن أتاهُ اللهُ العلمَ، يَرَى التّصحيح: خطوة من خطوات البُلوغِ والوُصُول. والحياة جهاد. لايتوقّف صاحبها عن السّير حتّى يحقّق ما يصبو إليه، بتوفيقٍ من الله، يمنع عنه كلّ شعور بــالكلل والهزيمة والإحباط.

ولاَتَكُونُ الحياةُ عِبَادَة، إذا لَمْ يَكُنْ أَسَاسُها عَقِيدة، أن تخلص لله العلم والعمل، وأن تخضعهما لما أراده الله من عباده، في طريق مستقيم.

اللّهمّ اجعلنا من العالمين، العاملين بإخلاص لك الحياة والدّين.

أم وحيد بهية صابرين

----------------------------------------------------

-(1) حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما. (الحديث وتخريجه منقول)